اقرأ في هذا المقال
وصف دور المعماري في تشكيل النمط العمراني:
من أكثر العوامل التي ساهمت في تغير تشكيل النمط العمراني والبيئة المحيطة بالمدن هو المعماري، فإذا كانت أفكار المعماري واتجاهاته هي عبارة عن تقليد للصراعات المعمارية في المجتماعات الغربية، فإنها سوف تكون عبارة عن دمار وخراب للمدن والإنسانية، أما إذا كانت أفكار المعماري واتجاهات نابعة من البيئة والمجتع، حيث ستكون العمارة الناتجة متجانسة معمارياً وإنسانياً، أما نحن كمجتمع إسلامي فيجب علينا أن نكون حريصين بقدر الإمكان على أصالتنا وتراثنا وبيئتنا الفنية في كل فن ومجال وتخصص.
وعلى سبيل المثال نجد أن المجتمع الغربي يرفض اتجاهات المعماريين الغربيين التي لا تراعي المحافظة على التقاليد الغربية، ولإثبات ذلك نذكر آراء ولي العهد البريطاني الذي قام بتقديم برنامج تلفزيوني في محطة بي بي سي البريطانية، حيث أنه في هذا البرنامج سخِر من المعماريين البريطانيين الذين لايراعون الأصالة والمحافظة على التقاليد الجمالية التي ورثتها بريطانيا، وأضاف محظوظة هي اليوم المدينة البريطانية التي لم يمزق المعماريون قلبها ويلقوا به بعيداً.
مشيراً إلى أن السبب في ذلك هو عدم اعتراف المعماريين بالنواميس الكونية الإلهية واتباع الهوى في تشكيل العالم والمهم في هذا الأمر، إن هذه ليست آراءه وحده وإنما وجد أن 75% من البريطانيين يؤيدونه فيها، وذلك في استطلاع للرأي عقب البرنامج، مما يدل أن المعماريين لا يصممون للمجتمع وإنما يتحكمون فيه بآرائهم وفلسفاتهم الشخصية.
دور المعماري في تشكيل النمط العمراني الإسلامي:
ينبغي على المعماريين المسلمين أن يراعوا دورهم ويسيروا في طريق الأصالة وأن يتركوا الركض خلف النظريات التي تثبت فشلها في مهدها، لو نظرنا إلى جميع المدن الإسلامية في الوقت الحاضر لوجدنا أنها لاقت وتلاقي نفس المصير، وأنها تفقد أصالتها تدريجياً، وبالنسبة للمجتمع الإسلامي يعتبر المسكن أهم وحدة معمارية ومن الضروريات الأساسية للفرد المسلم.
إن المعماريين الذين يدعون أنهم يصممون منازل ذات طبيعية إسلامية أو تقليدية يراعى فيها الاحتياجات الإنسانية والبيئية، هم نفسهم يعيشون في شقق معمارية بعيدة جداً عن كل ما يدعون به، وبالتالي يفقدون ثقة الناس عندما لا يجد ساكنوا هذه المنازل الإيجابيات المتوقعة من المنازل عند سكنها.