سمات زخارف التتري الإيراني:
تم استخدام الجص في المباني الإيرانية التترية، ولكن التجديد الحقيقي في زخارف العمائر التي تنسب إلى هذا الطراز إنما هو استخدام الخزف القاشاني مختلف الأنواع، والواقع أن أولئك الفنانين أتيح لهم أن يصلوا في الزخرفة بقوالب الآجر وبفسيفساء القرميد والخزف إلى غاية الإتقان والإبداع.
أما المسجد الأزرق في تبريز فإن الفسيفساء الخزفية في هذا المسجد تبدو كأنها رسمت بدقة توازي دقة الفنانين الذي كانوا يشتغلون بزخرفة صفحات الكتب وتذهبيها، فضلاً عن أن هذه الفسيفساء الخزفية المتعددة الألوان تذكر بما أولع به القوم في بلاد ما وراء النهر من تعدد الألوان في سجاجيدهم.
العناصر الزخرفية في الطراز التتري الإيراني:
اهتم الفنانون في ذلك العصر باستخدام الدلايات والمقرنصات في تزيين العمائر عناية تذكر بما اتجه إليه زملاؤهم في الطراز الأندلسي المغربي، كما نرى في قصر الحمراء عناية حيث أسرف الفنانون في استخدام المقرنصات إسرافاً كاد يؤدي إلى الملل وفقد البساطة الفنية، بينما أفلح الإيرانيون في استعمال هذه الزخارف بدون مبالغة تفقد عمائرهم الاتزان والاحتشام.
كما أن الفنانيين الإيرانيين كانوا مميزيين في تغطية مبانيهم بنجوم من القاشاني يملئون ما بينها من الفراغ بلوحات أخرى صليبية الشكل، كما استخدمت المحاريب المصنوعة من القاشاني اللامع ذي البريق المعدني، والظاهر أن مركز صناعة هذا القاشاني كان قد انتقل في ذلك العصر من مدينة قاشان إلى فرامين.
ويظهر تأثير الشرق الأقصى واضحاً في العناصر الزخرفية التي استخدمت في الطراز الإيرامني التتري، كالحيوانات الخرافية والصور الآدمية ذات السحنة الصينية، كما شهد الطراز الإيراني المغولي تجديداً في فن الخط الجميل، فابتدع مير علي خط (نستعلق)، وبلغ هذا الخط غاية الجمال والإبداع.
كما أن هذا الطراز لم يلقَ نجاحاً في صناعة المعادن، حيث أن الدقة التي كان يتميز بها الطراز السلجوقي عند الفنانين الذين اهتموا بتطبيق النحاس والبرونز بالمعادن النفسية، وظهر في هذا العصر الخوذة الناقوسية الشكل التي كانت تلبس فوق العمامة، وكان يتصل بها جزء لوقاية الجسم.
كما أن المباني والتحف التي ترجع إلى المغول وعصر تيمور تعد أهم ما تميزت به إيران في الفنون الإسلامية، من محافظة على جزء كبير من أساليبها الفنية القديمة، ومن ميل إلى رسوم الكائنات الحية وإلى الزخارف النباتية الرشيقة.