الزخرفة الهندسية لمساجد تلمسان:
اقتصرت هذه الزخرفة على تطويق الزخرفة الكتابية والنباتية، سواء في شكل مستطيلات أو حول العقود وكوشاتها، كما أنا تلك الخطوط أنجزت بشكل أخّاذ ملفت تشد إليها أنظار المعجبين، بحيث تغور أو تضيق أو تتسع، كما أن عمق قنواتها مختلف وليس لأثر الشطف فيها، وقد شكلت بعض العناصر الهندسية كالمربعات الثمانية الرؤوس والأقواس المتدابرة، فضلاً عن الدوائر والحليات الصماء وغيرها.
الزخرفة الكتابية لمساجد تلمسان:
تقشت هذه الزخارف فوق أرضية من الموضوعات النباتية المعروفة، وكانت الزخرفة الكتابية على نمطين من الخط، هما الخط الكوفي المورق والخط النسخي المورق أيضاً، ورغم أن الخط الكوفي في عهد المرابطين كان يلقب بالخط الكوفي المتقن العديم من النهايات المورقة والمهاد النباتي، إلا أنه ظهر في المسجد الكبير على نوعين مختلفين، فالنطاق الذي يعلو عقد المحراب حفرت فيه آية من سورة الأعراف، امتازات ألفاته ولاماته بالتوريق الموخز، زيادة على المهاد ذي التفريعات النباتية مع ثمارها.
بينما نجد الخط الكوفي في اللوحتين على جانبي المحراب مشوهاً، حيث أن حروفه غير متناسبة ولا متجانسة، احتفظت ألفاته ولاماته بالنمط الأول، وتنوع في الحرف الواحد، فضلاً عن خلو المهاد المتشبع بالموضوع النباتي.
غير أن الكتابة الكوفية في المساجد الأخرى لما بعد العهد المرابطي امتازت بالرواء والإشراق رغم صعوبة قرائتها، وحظي الخط النسخي باهتمام الفنانين، وعرف بنضجه الفني على أيدي الفنانين الزيانيين ومن جاء بعدهم، حيث امتلئت واجهات جدران القبلة في مساجد تلمسان، ويمتاز هذا النمط من الكتابة بكونه ذو طابع خاص، له صفة الميلان وشبه التمديدات الأفقية نسبياً، بدل الاتجاه المستقيم والاستدارة المتقنة والاختصار في الحروف وخلوها من التجانس العضوي.
كما تمتاز بتداخل وتراكب حروفه، كما أن مواضيع الزخرفة الكتابية في المساجد تتراوح بين ذكر بعض الآيات، وخاصة الآيات: 35، 36، 37 من سورة النور، وآيات: 102، 103 من سورة آل عمران، وجزء من سورة مريم وغيرها من الآيات، ثم كذلك الاستعاذة من الشيطان وبعض الكلمات التي تدل على التمني والبسمل والتصلية.