خصائص مساجد تلمسان:
ترتكز سقوف مساجد تلمسان الجمالونية فوق جدران البلاطات العمودية على جدار القبة، وشملت هذه الطريقة كل المساجد المرابطية والتي تلتها من بعدهم، وقد حافظ أهل هذه المنطقة على هذا النمط إلى وقتنا الحالي، وهي ظاهرة حميدة يشكرون عليها.
وتكوين السقوف على هذه الصورة يرجع إلى عدة أسباب، منها يرجع إلى الإرث التاريخي الذي بدوره يخضع للعوامل الطبيعية المزدوجة من برودة الطقس بالدرجة الأولى وحرارته، فبقايا الأدلة التي كانت تتوفر عليها العمائر القديمة خاصة منها الجبهة المثلثة للمبنى أو للمعبد، كما أن مادة القرميد ساعدت كثيراً المشتغلين بالآثار على تفهم تكوينات السقوف.
غير أن السقوف الجمالونية في غرب العالم الإسلامي ومنها تلمسان طبعاً تبدو فريدة نوعاً ما، فهي تقوم على تكوينات هندسية غاية في الدقة والإتقان، فضلاً عن العناصر الزخرفية التي تتوفر عليها، وقد تم مراعاة في وضعها الترتيب التوازني المزدوج مع حوامل (مساند) مجازية، تكون عوناً للرافدات الخشبية من تحمل ثقل السقف.
تصميم سقوف تلمسان:
تمتاز بعض أجزاء من سقف البلاطة المركزية بنوع العمل الجاد المتقن فنياً، فالصانع اهتم بها اهتماماً كبيراً، وحرص أشد الحرص لأن يؤدي عمله بكل ما أوتي من مهارة، تمثّل ذلك في العمل التركيبي للسقوف التي بين القبتين في البلاطة المذكورة في مسجد تلمسان الكبير بالخصوص، فرغم كونه جمالوني إلا أنه يتكوّن من عدة حاملات منخفضة تمتد فوقها رافدات بسيطة لا أثر للعمل الفني فيها، ثم تمتد فوقها حوامل مجازية مزخرفة، هي بمثابة دعامة للرافدات التي تمتد عرضياً بين جداري البلاطة، وفوق أطراف تلك الرافدات استند السقف المائل لتلك البلاطة الوسطى.
وقد سمّي هذا النظام بالهيكل المؤلف من العرق المثبت، الذي لم يكن واسع الانتشار وخاصة في مجال الزخرف الفني، وذلك لأن المسجد الأعظم قد استحوذ على اهتمام الفنانين وبقيت تلك المساجد الأخرى بدون ذلك الزخرف، ما عدا مسجد أبي الحسن، وبعض القطع الخشبية من مسجد الشيخ الحلوي، رغم أن مادة الجص قد حلت محل الخشب في المرحلة الثانية من تجديد مسجد أبي مدين، إلا أنها بسيطة قد تعتمد فقط على الأطباق النجمية وشبكة المعينات والدوائر المتداخلة والعرانيس البرعمية.