يمكن القول أن مناطق الانتقال في عصر المماليك البحرية لم تختلف من حيث التكوين المعماري عن مثيلاتها في العصر الأيوبي، إلا أنها تميزت عنها بزيادة عدد الحطات إلى خمسة بدلاً من اثنتين أو ثلاثة في العصر الأيوبي، وقد حدث ذلك نتيجة تكرار هيئة العقد الثلاثي مرتين فوق بعضهما، مع شغل الفراغ ما بين طاقية العقد والريشتين وبين شبابيك أواسط منطقة الانتقال بعدد آخر من الحنايا الجانبية التي تبدو أحياناً مسطحة وأحياناً مجوفة.
أنواع مناطق الانتقال في عصر المماليك البحرية:
- النوع الأول: قد عاد في هذا النوع استخدام الحنايا الركنية البسيطة من جديد كمناطق انتقال لبعض القباب التي أقيمت في هذه الفترة، ومن أمثلتها منطقة انتقال قبة محراب مسجد آق سنقر التي بنيت عام 747 هجري/ 1346 ميلادي، وقبة مدفن كجك الملحقة بنفس المسجد والقبة الشرقية الملحقة بمدفن خوند طغاي.
- النوع الثاني: يتكون من أربع حطات من المقرنصات تشكل في مجموعها هيئة مثلث قمته لأعلى وقاعدته لأسفل شغل داخله بعدد من الحنايا، تبدأ في منطقة انتقال قبة سنجر المظفر التي بنيت عام 1322 ميلادي بحنية واحدة فحنيتن ثم ثلاثة فخمسة حنيات، ونلاحظ أن الحطة الرابعة ذات الخمس حنايا تلتحم مع الحنايا التي تعلو أواسط منطقة الانتقال.
أما في قبة بحري تنكزبغا فتبدأ من أسفل بسبع حنايا تليها ستة ثم ثلاثة فواحدة، والجميع داخل إطار على هيئة عقد نصف دائري، ونلاحظ أن منطقة انتقال هاتين القبتين من الأمثلة الفريدة في العمارة الإسلامية بصفة عامة والعمارة المملوكية بصفة خاصة، حيث لم يتكرر ظهورهما في أي من مناطق الانتقال الأخرى.
أما منطقة انتقال قبة أيدمر البهلوان التي بنيت عام 1346 ميلادي، تعد من الأمثلة الفريدة أيضاً لمناطق الانتقال، وربما تعتبر تطوراً للحنايا المقرنصة ذات الدلايات التي تحمل طواقي المدخل في عصر المماليك البحرية، وتضيف منطقة انتقال قبة يونس الدوادار التي بنيت عام 1382 ميلادي شكلاً جديداً لم يتكرر في مناطق انتقال القباب المملوكية، وربما كان لتصميم هذه القبة على غرار القباب السمرقندية أثره في وجود هذا الشكل الفريد لمنطقة الانتقال. - النوع الثالث: وهو عبارة عن أربعة مثلثات في الأركان قمتها لأسفل وقاعدتها لأعلى، بواقع مثلث في كل ركن من الأركان، وقد شغل داخلها بمجوعة من حطات المقرنصات المتصاعدة لأعلى حتى تلتحم مع بداية رقبة القبة.