ميزات طرق التسقيف في العمارة اليمنية:
أظهر التسقيف معرفة المعماري اليمني القديم بخصائص المواد التي يستخدمها ومقدار الجهد والشدة الذي بذله، لذلك لم يكن اختياره لنوعيات معنية من الحجارة لتلك العملية اعتباطاً، بل اعتمد على حساب مجموعة من العوامل منها: طبيعية الحجارة وحساب المسافات والارتفاعات ومعالجة الأحجام، وهناك عدة أماكن تم سقفها في المعابد والمباني هي: البوابات والأروقة وإلى جانب المعابد المسقوفة بالكامل.
ولأن السقوف بأنواعها الثلاثة كانت تقام على أعمدة كان لابد من دراسة أساليب وطرق نصبها وإقامتها، لأنها تمثل الأساس الذي يقوم عليه السقف، وقد استخدمت عدة أساليب لإقامة الأعمدة أظهرت الرقي الذي بلغه المعماري اليمني في ذلك المجال.
وكانت أغلب الأعمدة تقطع من حجر واحد وتنصب دفعة واحدة بعكس التي تشكل من عدة أجزاء، ويجب نصب وتثبيت كل جزء على حدة لذا تطلب الأمر عناية شديدة، إذ أن أي خطأ قد يؤدي إلى كسر العمود، حيث أن هناك أعمدة يصل ارتفاعها إلى أكثر من 8 أمتار مثل الموجودة في معبد برآن.
طرق التسقيف باستخدام الأعمدة في اليمن القديم:
- الطريقة الأولى: تقوم على نصب الأعمدة المقطوعة من حجر واحد، حيث يتم وضعه على الأرض المرصوفة مباشرة دون وجود أي شكل من أشكال الربط أو التثبيت، ويقوم العمود بفعل وزنه الثقيل وترابطه مع السقف ليشكل منشأة معمارية مترابطة، ويمكن ملاحظة ذلك الأسلوب في عدد من المعابد مثل: أعمدة أروقة فناء قاعة المدخل في معبد أوام وأعمدة معبد عثتر.
- الطريقة الثانية: وهي قريبة الصلة بالطريقة الأولى، تقوم على نفس فكرة نصب العمود على الأرض المرصوفة أو الصخرية مباشرة، ولكن فيها نوع من التعديل يقوم على أساس حفر الصخر أو القاعدة التي سوف يقام عليها العمود بشكل غائر لعدة سنتيمترات تترواح بين 1-2 سم، وغالباً ما يكون شكل الحفر مناسباً بل ومطابقاً لشكل أسفل العمود بحيث ينصب في ذلك المكان، وأهم مثال على ذلك أعمدة الصف الثاني الضخمة لبوابة البناء القديم لمعبد برآن في مدينة مأرب.
- الطريقة الثالثة: وهي الأكثر شيوعاً تتمثل في نصب الأعمدة على قواعد ضخمة مختلفة الأحجام، ولكنها في الغالب مستطيلة الشكل، وقد وجدت تلك الطريقة في معظم المعابد اليمنية والمباني المدنية، وتقوم فكرتها على وضع قواعد منفصلة على الأرض بحيث يكون لكل عمود قاعدة خاصة به، وتوضع بشكل طولي متعامد مع العمود بحيث ينصب العمود في طرفها الأمامي.