طرق الحفاظ على التربة ومدى أهميتها للبيئة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الحفاظ على التربة؟

هو عبارة عن منع فقدان التربة من التعرية أو انخفاض الخصوبة الناجم عن الاستخدام المفرط أو التحمض أو التملح أو تلوث التربة الكيميائي. التربة هي واحدة من أثمن السلع في العالم، وربما يكون من الآمن القول أنه بدون التربة لن يكون هناك دعم للحياة على هذا الكوكب، فمن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من 5.8 مليار حاليًا إلى 8 مليارات بحلول عام 2025، ومع الزيادة الهائلة في الطلب على الغذاء يسلط الضوء على سبب الحاجة إلى الحفاظ على التربة.
على مدى العقود القليلة الماضية غالبًا ما كان هناك نقص في تقدير سبب حاجتنا إلى الحفاظ على التربة، ومن خلال هذه الفترة كانت هناك العديد من الأمثلة على الأضرار التي لحقت بالتربة العالمية، وبعضها الآن لا يمكن إصلاحه، حيث تتضمن بعض الأمثلة على المشكلات التي تواجه التربة ما يلي.

مشاكل التربة

1- تآكل التربة والتصحر: يؤثر التصحر حاليًا على حوالي سدس سكان العالم وربع مساحة الأرض، حيث يتم فقدان ستة إلى سبعة ملايين فدان سنويًا، وذلك بسبب تآكل التربة، كما تستمر هاتان العمليتان في الزيادة على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلت لإدخال تدابير لوقف أو تقليل التآكل، حيث إنها تهديد رئيسي للتربة في العالم ولهذا السبب كانت هناك مبادرات رئيسية للحد من التصحر والتعرية بما في ذلك مبادرات اليونسكو والفاو والهيئات الأوروبية والأمريكية للحفظ.

2- التملح والقلونة: تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20 مليون هكتار من الأراضي تتأثر بالملوحة والقلونة، حيث يمكن إيداع الأملاح بعدة طرق، وذلك عن طريق الرياح القادمة من المحيطات واستخدام الري بالمياه المحتوية على الملح وتراكم الأملاح في المناطق المنخفضة في المناظر الطبيعية مع تغير المناخ.
مثل التعرية والتصحر لم يتم الاعتراف بالمشكلة على أنها خطيرة إلا في السنوات الأخيرة وتم اتخاذ خطوات للحد من انتشارها، ومع ذلك بمجرد أن تتراكم في التربة يصبح التخلص منها مشكلة صعبة وطويلة الأمد.

3- تأثير الزراعة المكثفة: شهدت العقود الأربعة الماضية زيادة كبيرة في الزراعة المكثفة في محاولة لإطعام سكان العالم بشكل أكثر كفاءة من أي وقت مضى، ففي العديد من البلدان ولا سيما البلدان الأكثر تقدمًا أدى هذا التكثيف في الزراعة إلى استخدام المزيد من الآلات الثقيلة وإزالة الغابات وتطهير الأراضي لاستخدامها في الزراعة، وقد أدى ذلك إلى العديد من المشاكل بما في ذلك فقدان المواد العضوية وانضغاط التربة وإلحاق الضرر بالخصائص الفيزيائية للتربة بشكل عام والإفراط في استخدام العديد من العناصر الغذائية في شكل أسمدة ومبيدات، مما يؤدي إلى مشاكل تلوث إمدادات المياه والفقدان المحتمل لحيوانات التربة.

4- التحضر وتلوث الأرض: يمثل التحضر وختم التربة بالبنى التحتية (أي بناء الهياكل فوق التربة) خسارة كبيرة للتربة، خاصة لأن الخسارة تصبح دائمة كبيرة إلى حد ما، ففي العديد من البلدان المتقدمة هناك خسارة بنحو 1 في المائة من الأراضي بسبب التحضر كل عقد.

تربتنا مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بجودة حياتنا، حيث إنه لا يلعب دورًا في كيفية نمو الأشياء فحسب بل يلعب أيضًا دورًا في الهواء الذي نتنفسه، كما ان هناك طرق يمكن أن تحمي وتحافظ على تربتنا في نفس الوقت، والهدف هنا هو تقليل التعرية وضمان خصوبة التربة (يمكن أن يؤديها المواطن العادي أو الصناعات التجارية بأكملها). 
مع وجود العديد من القضايا البيئية مثل تلوث الهواء وتلوث المياه والاحترار العالمي وتحمض المحيطات واستنفاد طبقة الأوزون وتلوث الأرض، يبحث الناس عن طرق للحفاظ على كوكبنا سليمًا، حيث أن أحد هذه الطرق للقيام بذلك هو الحفاظ على التربة. 

أشهر الطرق للحفاظ على التربة

1- حماية الغابات: انخفض الغطاء الحرجي الطبيعي في العديد من المناطق؛ وذلك بسبب النشاط التجاري، وكان أحد الأغراض التي وفرها هذا الغطاء هو حماية التربة، حيث يمكن للشركات المشاركة في إنشاءات المباني الحفاظ عليها من خلال ضمان حماية هذه المناطق.

2- الشرائط العازلة: كما نعلم أن مشكلة تآكل التربة هي مشكلة كبيرة تتم مكافحتها في جميع أنحاء البلاد، وهذه مشكلة خاصة عندما توجد في مسطحات مائية طبيعية، كما أن الشرائط العازلة وتآكل التربة مرتبطان ببعضهما البعض، حيث أن الشرائط العازلة مفيدة لجهود الحفظ، كما أنها تعمل على توفر الحماية مكان تواجد بنوك التدفق، ويمكن إنشاؤها باستخدام العشب والأشجار والشجيرات.

3- عدد أقل من الأسطح الخرسانية: تتطلب التربة كمية كافية من الماء لكي تعمل بشكل صحيح، حيث تجعل التربة الكثير من الأسطح الخرسانية خاصة في المناطق السكنية من الصعب على الماء الوصول إليها، ويمكن حل هذه المشكلة باستخدام حجارة الرصف للباحات والحدائق التي تعمل على حماية التربة، كما أنها أداة لمنع تآكل التربة في مناطق محددة.

4- مناطق مصدات الرياح النباتية: تتكون مصدات الرياح من الشجيرات والنباتات والأشجار، حيث إنهم يعملون معًا ويخدمون غرض الحفظ. ستعمل هذه معًا لإبطاء قوة الرياح فوق مناطق الأرض، وهذه طريقة يمكن أن تعمل أيضًا على منع تآكل التربة.

5- زرع الأشجار لتأمين التربة السطحية: تعد زراعة الأشجار ببساطة طريقة حفظ جيدة لأنها تؤمن التربة السطحية وتمنع التآكل، حيث يتم ذلك من خلال زرع العشب والشجيرات وغيرها من المساحات الخضراء في البقع العارية في الفناء أو الحديقة الخاصة بنا، كما تمتص أوراق الشجر المياه الزائدة وتحمي التربة السطحية من تأثير المطر والرياح العاتية وحركة السير على الأقدام. 
مع نمو الأشجار ستساعد جذورها أيضًا على تثبيت التربة بمجرد تماسكها، مما يؤمن التربة تحت جريان المياه، حيث تستخلص جذور الأعشاب والنباتات أيضًا العناصر الغذائية من عمق التربة بالقرب من السطح، مما يحسن جودة التربة السطحية.

6- تناوب المحاصيل: يمكن أن يكون للطريقة التي نزرع بها محاصيلنا تأثير كبير على التربة، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال دوران المحاصيل، وهي عملية تعمل على الحفاظ على التربة، حيث يتم تحقيقه عن طريق زراعة سلسلة من المحاصيل المختلفة في نفس التربة، كما تمنع هذه العملية النمو المفرط لمسببات الأمراض ونقص الخصوبة في التربة بشكل عام.

7- سقي التربة: هذه عملية بسيطة، حيث توفر الكثير من الفوائد للتربة، لا سيما أنه من المهم سقي التربة مع النباتات والخضروات، وهذا لا يساعد فقط على تغذية التربة، ولكن يساعد أيضاً على حمايتها. 

8- الحفاظ على درجة الحموضة: يمكن أن تتأثر مستويات الأس الهيدروجيني في التربة بعدد من الأشياء، على سبيل المثال الملوثات والأحماض مجرد مثالين في هذه الفئة، حيث يعد شراء جهاز اختبار التربة طريقة جيدة لمراقبة مستويات التربة، كما يتيح لنا هذا أيضًا معرفة ما يجب إضافته لضمان تربة صحية والحفاظ عليها.

9- التشجير: زراعة الأشجار هي طريقة للحفاظ على التربة، وأن حماية المناطق تحت الأشجار التي تسمى أيضًا التشجير هي طريقة أخرى، وهذا يعني زراعة أوراق الشجر في مناطق شجيرات الغابات، وهذا يعمل على تشجيع التربة السليمة وامتصاص الماء.

10- مراقبة الرعي: يمكن للمزارعين في الصناعات المختلفة أن يلعبوا دورًا مهمًا في الحفاظ على التربة، حيث أن هؤلاء غالبًا ما يكونون مزارعين مع حيوانات ترعى، ومن المهم مراقبة المناطق التي ترعى فيها الأبقار والحيوانات الأخرى، لأن هذا يساعد على منع استنزاف التربة، كما يعالج مشكلة تلف الحوافر التي يمكن أن تحدث للتربة.

11- الأسمدة: ليست كل منتجات الأسمدة فعالة في جهود الحفظ، حيث يمكن أن يكون تكوين هذه الأسمدة هو في غالب الأوقات المشكلة، كما أن المكونات التي تضر بالتربة تؤثر على المحاصيل التي تزرع، وفي الوقت نفسه قد يكون هناك ضرر دائم للتربة نفسها.

12- حفر قنوات الصرف لتوجيه جريان مياه الأمطار: هنا يجب علينا أن نقوم بإنشاء قنوات (يمكن أن تتجمع فيها المياه حول حواف الممتلكات الخاصة بنا) لإعادة توجيه المياه الجارية، حيث تقلل قنوات الصرف الجريان السطحي وتحافظ على تدفق المياه من التربة أو قتل النباتات بسبب الإفراط في الري.

13- نهج الحرث: يعتبر نهج عدم الحراثة من أفضل الطرق عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على التربة، حيث يجب على الأفراد إيجاد طريقة أقل ضررًا لحراثة التربة، كما يمكن أن تعمل هذه العملية على تحسين تكوين التربة.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: