عمارة الأسوار في مدينة بغداد

اقرأ في هذا المقال


نشأة فكرة الأسوار حول المدينة في عصور ما قبل التاريخ وارتبطت هذه النشأة غالباً بفكرة الخندق، حيث وضع ناتج حفر الخندق على الجانب الملاصق للمدينة ليشكل حاجز مانعاً أيضاً لتقدم العدو ويكون بمثابة ساتر مرتفع يقف عليه الجند ويوفر لهم موضعاً أعلى يركب موضع الجند المهاجمين العابرين للخندق، وقد استغل المدافعون هذه السواتر الترابية ووضعوا كتلاً من الأحجار عليها ليضربوا العدو ويستتروا خلفها، وكانت هذه الأحجار بداية لعنصر الشرفات التي تتوج أسوار المدن في العصور الوسطى والتي أنشئت بين كل واحدة منها والأخرى مرامي للسهام يضرب من خلالها الجنود العدو من فوق الأسوار ثم يستتروا خلف الشرفات.

خصائص عمارة الأسوار في بغداد

تعتبر أسوار بغداد من النماذج المثالية لأسوار المدن، حيث جاء تدرج ارتفاع الأسوار من الداخل أكثر من الخارج، بمعنى أن السور الداخلي للمدينة كان أكثر ارتفاعاً من السور الخارجي حتى لا يعوق السور الخارجي الرؤية أمام المدافعين من السور الداخلي وبخاصة المدافعين من خط الدفاع العلوي المتمثل في السطح العلوي للسور.

ومادة بناء الأسوار في مدينة بغداد كانت من الطوب اللبن، والطوب اللبن هو مادة البناء الأساسية في بلاد العراق، حيث لا تتوفر مادة الحجر، حتى يمكن أن تشكل مادة بناء مناسبة اقتصادياً، كما إن إنشاء مدينة كمدينة بغداد كان ليتكلف أموالاً كثيرة ووقتاً طويلاً لاستخدام الحجر سواء من مباني قديمة أو حتى قلعة ونقله من مواضع توفره وقد ذكرت الروايات التاريخية إلى أن الخليفة المنصور هد إيوان كسرى لاستخدام أحجار في البناء بعدما كان مصراً على ذلك.

وصف عمارة أسوار مدينة بغداد

الارتفاع بأسوار المدن يوفر ميزة نسبية بالنسبة للجنود الذين يدافعون عن المدن المسور ويزيد من فاعلية خطوط الدفاع بهذه الأسوار سواء التي بداخلها ممرات كما في السور الداخلي أو التي أعلاها كما في السورين الداخلي والخارجي، وتتمثل هذه الميزة أن المدافعين يكشفون أكبر مساحة ممكنة خارج المدينة وتكون ضرباتهم للعدو أكثر تأثيراً، ومن الناحية الأخرى يقلل ارتفاع الأسوار من تأثير رمي العدو عليهم.

من الناحية الإنشائية فإن هذا الارتفاع الهائل للأسوار انعكس على زيادة سمك الأسوار حتى تبقى متينة البناء ولا تسقط، وتحقيقاً لذلك أيضاً قلل المعمار من سمك بناء السور، كلما ارتفع البناء حتى ان السور الداخلي كان سمكه عند القاعدة 35 متر وعند القمة 12 متر بفارق 23 متر وهو فارق كبير.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: