عمارة القصر الغربي الصغير

اقرأ في هذا المقال


وصف عمارة القصر الغربي الصغير

كان لهذا القصر عدة أبواب هي باب الساباط وباب الزمرد، وأشار المقريزي (روائي)  إلى أن باب الساباط هو الآن باب سر البيمارستان، أي أنه في الغرب من مدرسة قلاوون، وذكر المقريزي أنه بجوار حمام الساباط الذي كان في الأصل حمام القصر الغربي، وفي ذلك إشارة إلى وحدة معمارية أخرى من وحدات القصر، حدث عليها تعديل وأصبحت تستخدم كحمام مستقل في العصر المملوكي.

وكان هذا القصر يرتبط بالقصر الشرقي بسرداب في باطن الأرض، وكلاهما يتصل بمنظرة المتلألئ على الخليج غربي السور الخارجي للمدينة بسرداب، وقد أشار رواية المقريزي عن إبقاء الباب واسعاً امام الباحثين لمناقشة تأريخ القاعة وانقسم الباحثون إلى قسمين رئيسيين قسم يرى أنها ترجع إلى العصر الفاطمي معتمدين في الأساس على رواية المقريزي.

خصائص عمارة القصر الغربي الصغير

ومن الذين اعتمدوا على رواية المقريزي هرتز باشا الذي انتهى إلى أن ما بقى من القصر الفاطمي هو القاعة ذات الإيوانات الأربعة، وأن هذه القاعة أدخلت في عمارة البيمارستان الذي أنشأه قلاوون وهو رأي يعني أن قلاوون أبقى على القاعة الفاطمية وبخاصة القطاعات السفلية من جدرانها التي أتمها وفق الطراز المملوكي، ويؤكد ذلك شكل النوافذ والزخارف في القطاعات العلوية من الجدران، كما يعني أن البيمارستان شمل هذه القاعة ووحدات أخرى بنيت أي أنه قد حدث تكييف لعمارة القاعة الفاطمية التي أدخلت ضمن التخطيط العام للبيمارستان.

وإذا صح هذا الرأي فإن هذا المثال يمكن اعتباره من الأمثلة الواضحة على تدوير العمارة تمثل في استغلال قاعة قديمة أنشئت للسكنى لتحول إلى قاعة للعلاج في مبنى بيمارستان قلاوون، وهو أمر يكشف عن براعة المعمار الذي أدخل هذه القاعة ضمن تخطيط البيمارستان لتؤدي هذا الغرض الجديد، كما أنه يكشف عن بعد اقتصادي مهم، حيث إن الإبقاء على هذه القاعة وإعادة استغلالها كوحدة من وحدات البيمارستان يوفر في تكاليف الإنشاء، ومن جهة أخرى يكشف عن متانة وجمال العمارة الفاطمية، ومن جهة النظر المعمارية يعد إدخال هذه القاعة في عمارة البيمارستان مثالاً جيداً لتكييف وحدات معمارية قديمة في بناء جديد يؤدي وظيفة جديدة.


شارك المقالة: