عمارة المساجد في إشبيلية

اقرأ في هذا المقال


هناك ثلاثة مساجد هي التي وصلت إلينا حتى اليوم في إشبيلية، هي مسجد السلبادو عصر الإمارة والمسجد الموحدي الجامع الجامع ومعه المنارة، وهذان المسجدان كانت تؤدي فيهما صلاة الجمعة إذ يطلق عليهما المساجد الجامعة، وكل واحد طبقاً للزمان الذي أنشئ فيه، ثم مسجد ثالث صغير هو مسجد (cuatrohbitats) بالقرب من المدينة.

خصائص عمارة المساجد في إشبيلية

ولحسن الحظ نجد أن المساجد الثلاثة لازالت تحتفظ بمآذنها ولو أنها غير كاملة، فهناك الخيرالدة التي يصل ارتفاعها إلى 50-51 متر للطابق الأول وبذلك تسيطر على المشهد العام للمدينة، إذا ما كان المسجد الموحدي الجامع (1172-1197متر) يصنف على أنه مبنى شقيق للمساجد الكبرى التي شيدها الموحدون في شمال أفريقيا، فلا يمكن أن نقول الشيء نفسه عن المساجد التي ترجع إلى عصر المرابطين التي غابت بالكامل عن مدن أخرى في الأندلس.

وبذلك فعندما نريد فهم أصول الفن الموحدي وتطوره في إشبيلية علينا أن نرجع إلى المساجد في شمال إفريقيا، وعلى سبيل التحديد نجد مسجد تنمال ومسجد الكتيبة بمراكش ثم مسجد حسان بالرباط ومسجد قصبة مراكش الذي بدأ البناء فيه عام 1182 ميلادي، وهذه المساجد تضرب بجذورها في الأراضي الجزائرية (المساجد الجامعة) أو تعود إليها ومعها المسجد الإشبيلي (ابتداء من عام 1096 ميلادي)، هنا نذكر الحكم الجدد من الموحدين الذين جعلوا من المغرب والأندلس دولة واحدة، وفي عهدهم أقيمت المساجد الجامعة الثلاثة المذكورة والمسجد الجامع الإشبيلي وهم: يوسف عبد المؤمن وأبو يعقوب الذي جعل من إشبيلية العاصمة وأبو يوسف يعقوب وهو الملقب بالمنصور أي القائد الذي انتصر في معركة ألاركوش.

وصف المساجد الإشبيلية

جرت عملية ترميم مهمة في مسجد القرويين، وقام الحكام الموحدون الملقبون بالخليفة أمير المؤمنين سيراً على ما كان قائماً في عصر الخلافة في قرطبة بإدخال تعديلات ضخمة على أسوار كل من مراكش وفاس وإشبيلية، وتولى أمر ذلك فريق من المعماريين، حيث يبرز من بينهم الإسباني باسو وعلي الجمارة وهما الفنيان أو المهندسان المعماريان اللذان قاما على أمر المسجد الجامع في إشبيلية وخلال السنوات الأخيرة من حكم المنصور كان عليه مواجهة التمرد الذي قام به بنو غنية.


شارك المقالة: