مسجد الجامع الأميري أو السلبادور، يقع في المنطقة الحضرية للمدينة الحالية وبالتحديد في الطرف الشمالي للثلث الأول من هذه الرقعة، وربما كان وضعه مركزياً في الرقعة العمرانية التي ترجع إلى القرن التاسع.
خصائص المسجد الجامع الأميري
جرت عليه تجديدات خلال القرنين الحاجي عشر والثاني عشر، ويبتعد أيضاً عن المسجد الجامع الموحدي الجديد، وقد قام عدة باحثين بدراسة المسجد وتركز اهتمام الباحثين على أطلال المنارة الواقعة شمال الصحن وتبز إلى الخارج، وهي تقع على ما يبدو في المحور الأوسط للجزء المسقوف مثلما هو الحال في المئذنة القرطبية لهشام الأول في المسجد الجامع.
وبالنسبة للمخطط نجد هذين الباحثين يقولان إن الصحن كان فيه بوائك ثلاث، أما الآن فكل شيء جرت عليه يد الترميم، وبالتالي نرى أعمدة لها تيجانها وحلياتها المعمارية المتموجة القديمة التي جرى إعادة استخدامها في البوائك الحديثة، وجاء ذلك سيراً على الأسلوب الروماني وربما كانت هذه القطع التي جرى إعادة استخدامها تنسب لمبان سابقة سيراً في هذا على ما هو معهود في المسجد الجامع الذي يرجع إلى عصر الإمارة في قرطبة وكذا مساجد طليطلية.
وصف عمارة مسجد الجامع الأميري
بالنسبة للمنار نجد أن المخطط أسطواني من الداخل وكذلك العمود المركزي الخاص بالسلم مثلما هو الحال في المنارات القرطبية، أما من الخارج فقد أدخلت عليها زيادات على يد المسحيين، ومعنى هذا إن ما بقي من المئذنة القديمة ليس إلا الجزء الداخلي، ويلاحظ أن البناء مكون من كتل حجرية مرصوصة بطريقة اموية ولكن بشكل غير منتظم بعض الشيء.
حظيت هذه المئذنة بالكثير من الإشارات في الحوليات العربية فعلى سبيل المثال يقول العذري إن الجديد فيها عبارة عن أعمدة في الأركان تمتد من أعلى، وهي أعمدة من الرخام مقامة في الأركان الأربعة عموداً فوق عمود، وبعد ذلك بقرون ثلاثة نجدها متراكبة تصل إلى أعلى ارتفاع، غير أن الزلازل أثرت تأثيراً كبيراً على هذه المئذنة مرتين، إحداهما عام 1079 ميلادي الامر الذي أدى إلى ترميمها طبقاً للوحة التأسيس، وجاء ذلك على يد المعتمد أحد الملوك الطوائف، وعلى ما يبدو فإن هذه اللوحة كانت في الواجهة الشمالية للمئذنة وجرى في الجهة الجنوبية في القرن السادس.