تعد مدينة بعلبك مدينة صغيرة، تقع في البقاع أو الهضبة المرتفعة، إلى جانب أنها تقع ما بين سلسلتي لبنان الغربية والشرقية.
خصائص مباني بعلبك
اشتهرت بعلبك بمعابدها القديمة، وقد تم تحويل أرباض المعبد الضخم إلى قلعة يعود تاريخها إلى حقب مختلفة من عصر الإمبراطورية الرومانية، كما أدخلت على القلعة تحسينات كثيرة متكررة وذلك خلال العصور الوسطى، كما تم إضافة أسوار محيطة لها، حيث تحتوي هذه الأسوار على أبراج دفاعية.
وعلى الرغم من أن الأثريين حافظوا على آثار هذه التحصينات ضمن الحدود التي لا تتعدى المباني القديمة العهد، فإن بعلبك مثلها مثل البصرى كانت تظهر بشكل مدهش، مثلما كانت صروح العالم القديمة الضخمة تظهر لتشغل العصور الوسطى.
وقعت أرباض معبد بعلبك السابق التي حولت إلى قلعة في العهد البيزنطي في حكم العديد من حكام مختلفين أكثر من مرة، وذلك بعد أن سكنها العرب المسلمين في العام 637 في البداية ثم خربت في العام 744، وقد بقي البيزنطيون في القلعة لمدة قصيرة، وذلك في عهد الإمبراطور جون تزمييسكس وذلك في العام 974، وفي زمن الحملة الصليبية الأولى وبعد أن تعاورها عدد من الحكام العرب انتقلت إلى حكم أتابكة دمشق السلجوقيين وأولم دقاق بن تتش ومن بعده الأتابك طغتكين.
تاريخ عمارة بعلبك
تعرضت القلعة في بعلبك لأضرار بالغة في الهزة الأرضية واحتلها صلاح الدين الأيوبي الذي بعد ذلك بفترة وجيزة أي في العام 1174، ثم انتقلا بعد وفاة صلاح الدين في العام 1193 إلى ابن أخيه بهرام شاه، كما أن بهرام شاه قام بعمل تحسينات دفاعية بأن اضاف عدداً من الأبراج والحصون الدفاعية.
بعد ذلك استولى المغول على بعلبك وخربوها لدى انسحابهم من سورية، ولكنها سرعان ما رممت وشيدت وجرى بعض التحسينات عليها، وذلك بعد فترة قصيره على يد السلطان قلاوون، حيث قام بتشييد برج المدفعية الضخم المجاور لمعبد باخوس، كما قام السلطان قلاوون بتقوية السور الغربي للقلعة كما قام بإضافة حصناً أمامياً إلى البوابة الجنوبية.
فقدت بعلبك أهميتها في مجرى العصور الوسطى ولم تضف إليها أية أبنية أخرى خلال ذلك، كما أنه أصابتها أضرار أخرى بهزة أرضية شديدة في العام 1759، وبدأ التنقيب عن الآثار القديمة في مطلع القرن العشرين.