تعد الأضرحة القره مانلية من المقابر الأثرية المهمة في جداً في ليبيا، بحيث توجد في طريق فتح مدينة طرابلس ثلاث حجرات مدافنية متشابهة في الصنع تعرف باسم الأضرحة القره مانلية، لقد دفنت في أحداها ابنتان ليوسف باشا الذي حكم البلاد من سنة 1795 إلى سنة 1832 للميلاد.
خصائص الأضرحة القره مانلية
إن هذه الحجرة من الواجهة العملية عبارة عن مبنى من النوع المرابطي، غير أن في جدرانها أربع فتحات واسعة، إن نفس هذا التركيب كان قد اتخذ إبان العهد الفاطمي وبعده أيضاً، لدى إقامة مثل هذه المباني الأثرية، إن قبة باليرمو في إيطاليا وضريح العباد في الجزاء لمثالان على ذلك.
لقد جاء سقف هذه الحجرة عبارة عن قبة نصف كروية تحط على طبلة ثمانية تربطها بالمربع الأساسي جوفات ركنية مقوسة في شكل صدفة بحرية، ومن الداخل جاءت جدران الطبلة بكسوة من النقوش الجصية مقسمة إلى حشوات محرمة، تضم رسوماً تختلف من حشوة إلى أخرى، ولكن جميع هذه الحشوات تحمل موضوعاً زخرفياً نجده في ليبيا، ويمكننا العثور عليه في شتى أنواع المباني من المساجد والزوايا على الفنادق والمساكن.
وإن هذا الموضوع الزخرفي عبارة عن رتاج صغير له قوس حدوة فرس، وفي أسفل هذه الحشوات يوجد شريط زخرفي ثان مكسو بالنقوش الجصية ويبلغ ارتفاعه ارتفاع الجوفات الركنية، وينقسم إلى ثمانية أقسام تشغل الجوفات الركنية أربعة منها من ثلاثة متوازيات السطوح بقواعد مستطيلة وموضوعة الواحد فوق الآخر، ويبدو الأسفلان منها أجوفين وفي كل منها فتحات في شكل الرتاج الصغير السالف وصفه، بينما الجزء الأعلى جاء أصماً.
خصائص الأضرحة القره مانلية
إن الحجرة الثانية جاءت مطابقة للحجرة الأولى تماماً سواء من حيث الأبعاد أو من حيث البناء، إنما تنقصها الزخارف الداخلية، وأما الحجرة الثالثة فقد تم تشييدها في عهد الإدارة الإيطالية وقد احتذى صانعها بالحجرتين الأوليين.
عن الأضرحه القره مانلية جديرة بالذكر، ذلك لأن تركيبها المعماري جاء فريداً في نوعه في البلاد الليبية، كما تعود البصلة إلى تصور إسلامي قديم جداً رغم ظهورها إلى حيز الوجود يرجع إلى أقل من مائة وخمسين 150 سنة.