تعد مدينة حلب عاصمة سورية الشمالية، كما تعد هذه المدينة موقع مأهول منذ آلاف السنين، كما تألف قلب هذه المدينة التي تعد النواة الأساسية للمنطقة السكنية من التل الضخم الواقع في منتصف المدينة الحديثة، والذي حول هذا التل إلى قلعة خلال العصور الوسطى.
وصف عمارة حلب الحربية
تشغل الأحياء السكنية من العصور الوسطى مثلها مثل المدينة القديمة المساحة الكائنة ما بين القلعة ونهر قويق الصغير، حيث تعد هذه المنطقة رقعة من الأرض تنحدر تدريجياً باتجاه الغرب.
أما في نهاية القرن العاشر أصبحت مدينة حلب عاصمة دويلة صغيرها، كان يحكم هذه الدولة أمير حمداني اسمه سيف الدولة، لكن في عام 926 دمرت المدينة بأكملها، وذلك بعد أن تعرضت للهزيمة على يد القائد البيزنطي (الإمبراطور فيما بعد) نقفور فوكاس، ومع اقتراب القرن الحادي عشر أصبحت حلب من أملاك الأمراء السلاجقة.
كما أدى النزاع المستمر داخل المعسكر الإسلامي وذلك خلال السنوات الأولى من القرن الثاني عشر إلى ضعف القوة العسكرية، وبالتالي إلى غزو الصليبيين لضواحي المدينة ذاتها، ولكن فيما بعد سرعان ما أنزاح هذا الخطر على يد الأتابك زنكي الذي تسلم زمام الأمور فيها في العام 1128، بعد ذلك استعادة المدينة أهميتها كمقر للحكام المحليين المتعاقبين وكمركز تجاري في شمالي سورية، ولكنها توقفت عن التورط في الصراع ضد الفرنجة.
خصائص عمارة حلب الحربية
أخذت التحصينات تتصدع باستمرار منذ العام 962 وفي العام 1157 أصابتها الزلازل بتلف كبير فشرع نور الدين بالعمل في ترميمها تحت إشرافه بعد تلك الزلازل مباشرة، واستمر العمل مع بعض الانقطاع حتى القرن الثالث عشر، وفي عهد ابن السلطان صلاح الدين السلطان الظاهر غازي اكتملت إعادة بناء قطاعات كبيرة من دفاعات المدينة وكيفت مع التبدلات التي فرضتها متطلبات حرب الحصار ومنها تحصينات القلعة وبخاصة البوابة الرئيسية.
وكانت هذه البوابة في الأصل مؤلفة من برجين مع مدخل وباشورة بينهما، ولكنها رممت وعدلت بشكل أساسي في الفترة بين العامين 1404 و1604 لإصلاح الأضرار التي ألحق بها هولاكو وجيشه المغولي في العام 1260 وتيمور الأعرج في العام 1400، فتم وصل البرجين بقاعة فسيحة وقام آخر المماليك السلاجقة بترميم القلعة أثناء صراعهم ضد الأتراك العثمانيين.