عمارة حمام جامع طرغت في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


في مطلع القرن السادس عشر للميلاد (التاسع للهجرة) قام إسكندر باشا فضلاً عن إعادة بناء مئذنة جامع طرغت بإقامة حمام عمومي إلى ذات الجامع الذي يحمل اسم أمير البحر التركي.

خصائص حمام طرغت في ليبيا

إن هذا الحمام ينقسم إلى الثلاثة أقسام تقليدية التي تتمثل في القاعة الباردة والقاعة الفاترة والقاعة الحامية، وقد جاء تفرع مرافقه وفق توزيع يكاد يكون تقليدياً، حيث حددت معالم المناطق الرئيسية لحمام طرغت تبعاً لمقتضيات حاجة تشغيلية وهي:

  • المجاز ذو الزاويتين المتتاليتين.
  • محل (القاعة الباردة) حيث يخلع المستحمون ملابسهم ويتوقفون بقصد التعود على الجو الأكثر رطوبة الذي سيلاقونه في القاعتين الأخيرتين.
  • منطقة انتقالية (القاعة الفاترة).
  • القسم الشديد الحرارة والمشبع رطوبة (القاعة الحامية) مع مصطبة مكسوة بالمرمر للاستعراف والتمسيد والتدليك وأخيرا المطاهر المزودة بالماء الجاري ساخناً وبارداً.
  • منطقة للخدمات (مقهى وحجرات لحفظ الملابس ودورات مياه) متصلة بالقاعتين الباردة والفاترة.
  • منطقة مخصصة لجهاز تزويد وتسخين المياه وتدفئة العناصر المتصلة بالقاعة الحامية.

وصف حمام جامع طرغت في ليبيا

من الواجهة المعمارية نلاحظ أن القاعتين الباردة والحامية قد جاءتا مسقوفتين بقباب نصف كروية فيها فتحات مستديرة يتسرب منها ضوء ضئيل، وأن هذه القباب تجثم على الجدران المحيطية وترتكز على جوفات ركنية مقوسة بحيث جاءت قواعدها ثمانية، حيث إن تقنية تلك الأحقاب لم توفر حلولاً أخرى لمشكلة تسقيف أماكن بهذا الاتساع وبتصميم مربع.

وقد كان لهذه الوسيلة ميزة على جانب من الأهمية نظراً لأن المساحات المقعرة لها خاصية عكس الأشعة الحرارية إلى الداخل والحد من تبددها مثلما تفعل قبوة الفرن، وأما بقية العناصر جاءت مسقوفة بقبوات مستطيلة أملتها هي الأخرى بعض الأسباب الإنشائية منها _على سبيل المثال_ التصميم المستطيل الشكل لكل من المجاز والقاعة الفاترة.

وليس هناك زخارف بالدخال ما عدا الـطناف، وحتى لو افترضنا وجودها أصلاً لما بقي من معالمها شيء يذكر، نظراً لان حمام طرغت يعمل منذ أكثر من ثلاثة قرون وقد ظل موضع عمليات ترميم وصيانة لا حصر لها وبأيد لم تكن دوماً على المستوى المطلوب من المهارة.

إن فتحة بوابة المدخل جاءت محاطة بشريط زخرفي مصنوع من الحجر نقش عليه بعض الحلي المستديرة، وغالباً ما طلي بوجه من الدهان، لقد كان لمدينة طرابلس حمامات عمومية أخرى من بينها واحد عرف باسم الحمام الكبير.


شارك المقالة: