تُعد مدينة طرابلس مدينة ومرفأ موجود على القسم الشمالي من الساحل اللبناني، تشغل موقعاً لمستوطنة قديمة، كما أنها بقيت مرفأ هام لدمشق لعدة قرون، تتألف المدينة الآن من قسمين رئيسين هما الميناء والحي السكني.
وصف عمارة طرابلس الدفاعية
تتألف مدينة طرابلس من قسمين:
- الميناء ويدعى (المينة) الذي يوجد الآن في موقع المستوطنة القديمة ومستوطنة العصور الوسطى، وهو عبارة عن شبه جزيرة عربية صغيرة (رأس) مع جون محمي جيداً بريف صخري.
- الحي السكني الحديث الواقع على السفوح الجبلية أعلى من الميناء، وهو يتجمع حول القلعة العائدة للعصور الوسطى ويخترقه نهر قاديشا أو نهر أبي علي، تأسس هذا الحي بعد أن استعاد العرب المدينة في العام 1289 ولم تكن المدينة قوية التحصين، ولكنها تعتمد على حماية القلعة لها.
وهي تنتصب فوق جرف صخري قائم فوقها، لم يبق من القلعة سوى القليل من الآثار العائدة للعهد الفرنجي والقسم الأكبر منها جدد بناؤه في عهد الحكم العربي والحكم التركي العثماني. كانت مستوطنة المرفأ حياً سكنياً خاصاً حتى العام 1289 ميلادي محروسة من جهة البحر بستة أبراج قوية يعود تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ولم يبقى من دفاعات المدينة الأصلية أيّ آثار، ولكن سجلات الرحالة الأوائل تشير إلى أن شبه الجزيرة (الرأس) بكاملها كانت محمية بسور متصالب تكمله أبراج وخنادق.
تاريخ عمارة مدينة طرابلس الدفاعية
في عام 1099 ميلادي كانت طرابلس تحت الحكم الفاطمي حتى امتلكها (بنو عمار) في العام 1070 ميلادي، وخلال الفترة ما بين 1157-1170 ميلادي تسببت الهزات الأرضية بأضرار بالغة في المدينة وجوارها المباشر، وفي عام 1244 ميلادي أغار الخوارزمية على المدينة ونهبوها وتعرضت لأضرار بالغة.
وفي عام 1266 ميلادي غزا المنطقة جيش عربي بقيادة السلطان بيبرس واستولى على العديد من حصون الحصار في طريقه إلى طرابلس، وفي السنوات التي تلت أضحت طرابلس بؤرة النزاعات الداخلية الفرنجية بين بوهمند السابع أمير انطاكية وبين أمير جبيل، كذلك تورط الفرسان والمواطنون في هذه المنازعة التي تسببت في إحداث البلبلة في المدينة.
وفي عام 1289 ميلادي استولى جيش السلطان قلاوون على المدينة بعد حصار شديد لمدة شهرين وفر المستوطنون البنادقة منها قبل وقت قصير على متن السفن.