كانت هذه القلعة تعرف بالعربية باسم قلعة صلاح الدين (سابقاً صهيون)، أما في اليونانية فقد تعرف باسم سيغون وبالفرنجية ساوون وساهون.
الوصف المعماري لقلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين قلعة متهدمة تقع على جوف صخري متطاول ما بين خانقين عميقين في جبال النصيرية على مسافة خمسة عشر تقريباً، شمال شرق مرفأ اللاذقية البحري على استقامة واحدة، كما تغطي التحصينات مساحة 12 فدان تقريباً، ويفصلها عن باقي الهضبة من الشمالي قناة منحوتة في الصخر طولها حوالي 160 ياردة وعرضها حوالي 60 قدماً وعمقها حوالي 90 قدماً.
والقلعة التي تمتد على طول الجرف في سلسلة مصاطب منفصلة تتابع من الشمال الشرقي، وحتى الجنوب الغربي بطول يزيد عن 760 ياردة وعرضها يتراوح بين 55 و160 ياردة، وتحف بها السفوح الصخري شديدة الانحدار حتى وادي النهرين الواقعين تحتها.
تداعت النواة البيزنطية التي تتوسط قلعة صلاح الدين، والتي شيد جزء من هذه النواة على يد البيزنطيين وتعرضت فيما بعد للانهيار، ولم يرفع الردم سور عن جزء بسيط منها، كما تألفت هذه النواة من سور مبني على مسافة جانبية صغيرة، كما تضمن بعض الأبراج نصف الدائرية وقلعة صغيرة في الداخل.
خصائص عمارة قلعة صلاح الدين
ركز البناؤون الفرنجة في القرن الثاني عشر اهتمامهم على تقوية الواجهة الشمالية الشرقية المرتكزة على الهضبة، كما يوجد إلى جانب القناة يستحيل تخطيها، حيث أقيم أبراج محصنة وضخمة وأسواراً ملاصقة، كما عززت بحصون منيعة، كما تمتعت الواجهة الشمالية من القلعة بالحماية الطبيعية التي تأمنت عن طريق الجروف الصخرية، حيث كان من اللازم حماية الواجهة الجنوبية من القلعة التي كانت الأسهل منال، وقد تم تأمين هذه الواجهة عن طريق سور صخم ومنيع مزود بأبراج ضخمة ومنيعة، وقد قطع جدار علوي بين الفناء العلوي للسور عن الفناء الأدنى فيه، حيث استغل هذا القطع طبيعة المكان.
كما كان للقلعة بوابتان وكانت محاطة بأسوار تحيط بالفناء السفلي من القلعة، والتي تمتد هذه الأسوار بالاتجاه الجنوبي للقلعة، حيث ارتبط بطبيعة الأرض الصخرية، حيث منعة هذه الأسوار بحصون صغيرة بارزة في عدة نقاط. كما تعود الآثار المعمارية الموجدة داخل قلعة صلاح الدين في تاريخها إلى العهد البيزنطي ووجد جزء منها يعود إلى العهد الفرنجي، ولكن معظمها تعود إلى العهد العربي الطويل الأمد (المساجد والحمامات).