عمارة قلعة عجلون

اقرأ في هذا المقال


تعرف قلعة عجلون إلى جانب هذا الاسم باسم قلعة الربض والباعوثة، وهي قلعة تقع في شمال غرب الأردن على بعد حوالي ثلاثين ميلاً غرب العاصمة عمان، في الشعاب البعيدة للكتلة الجبلية المتاخمة لوادي نهر الأردن من جهة الشرق.

وصف قلعة عجلون

شيدت هذه القلعة فوق نهر صخري على ارتفاع يزيد عن 3000 قدم عن سطح البحر، تطل القلعة على منظر رائع يشمل وادي الأردن بأكمله والسفوح الجبلية المقابلة، وثمة قناة مائية تفصل القلعة عن الأرض الجبلية المحيطة بها، وهي ليست شديدة الانحدار.

برزت القلعة إلى الوجود في فترتين وهي متراصة البنيان من حيث تصميمها، فالقلعة العليا على شكل مستطيل غير منتظم له أربعة أبراج في زواياه، ويجاوره من الشمال والجنوب الشرقي فناءين سماوين في الأصل، وشيدت فوقها مبان عدة في مرحلة متأخرة، كما شقت القناة التي تحيط بالموقع بأكمله عمقاً في الصخر الأصم، كما أن القلعة لا تزال محفوظة في حالة جيدة إلى حد ما.

تاريخ عمارة قلعة عجلون

أسس الأمير عز الدين أسامة القلعة لحماية الجناح الجنوبي الغربي لمنطقة دمشق وطريق المواصلات الحيوي بين دمشق والقاهرة (ويسمى درب الحج) الذي كان ضعيف لحماية حتى ذلك الحي، كما اعتبرت القلعة كثقل موازن لقلعة الكوكب الفرنجية، وتذكر المصادر العربية بأن هذا الموقع كان يشغله دير سابق.

حوصرت القلعة لأن صاحبها رفض أن يقسم يمين الطاعة للسلطان الجديد بعد وفاة صلاح الدين ومنحت إلى أيبك بن عبد الله، حيث أجرى صاحبها الجديد تحسينات معمارية مكثفة على القلعة وقوى الواجهة الجنوبية وسقف الفناء المكشوف.

في منصف القرن الثالث عشر بعد أن فقدت القلعة أهميتها الاستراتيجية بانتصار العرب في حطين، أصبحت تستخدم كمحطة للمأوى فقط، ورغم ترميمها على يد الملك الظاهر بيبرس بعد أن خربها المغول في العام 1260 لم تعد قلعة عجلون تلعب أي دور رئيسي، ثم أصبحت مقراً لعدة أسر عربية وظلت كذلك حتى القرن التاسع عشر.

كما تعرضت القلعة لبعض الزلال المدمرة في عام 1837 وعام 1927، ورغم هذه الزلال لقد بقيت صامدة لتكون مثال على عبقرية الهندسة الحربية الإسلامية، حيث تميزت بموقعها الفريد المتميز على قبة جبل شاهقة أعطتها قوة عسكرية.


شارك المقالة: