عين زربة قرية وقلعة للحقبة الرومانية، تناوب على السيطرة عليها كل من البيزنطيين والأرمن والمسلمين، حيث وضع كل منهم بصمته المميزة فيها، بنيت القلعة فوق نتوء صخري يصل ارتفاعه إلى حولي مئتي متر، يسيطر على سهول كيليكيا الشرقية، أورد أبو الفداء بعض التفاصيل عنها فقال: “عين زربة بلد في جبل ذات قلعة مستعلية عنها، وهي عامر آهلة ولها نهر وهي بين سيس وتل حمدون، وقد غير الناس اسمها وسموها ناورزا”.
خصائص قلعة عين زربة
يمكن تقسيم القلعة نظرياً إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول: جنوباً فيه كنيسة صغيرة (مكان دفن بعض الحكام الأرمن الأوائل) وغرفة كانت تستخدم لتربية الماشية، غرب السور الجنوبي هناك بوابة ضعيفة التحصين مع برج مربع يتضح من أسلوب بنائهما أنهما مختلفان عن باقي الأبواب، ربما يعودان إلى الحقبة العباسية عندما فتحها هارون الرشيد وأعاد إعمارها من جديد سنة 180 هجري، مع ذلك فإن الجزء المتبقي من السور الجنوبي هو إلى حد كبير من بناء الأرمن، إذ يحتوي على ثلاثة أبراح نصف دائرية كما ينتصب برج مستطيل غرب هذه الأبراج الثلاثة مع احتمال وجود بوابة قديمة للقلعة ضمنه تعود إلى الحقبة البيزنطية.
أما الجهة الغربية والشمالية من هذا القسم فلم تكونا مسورتين على الإطلاق لأنهما محميتان طبيعياً بمنحدر صخري شديد، لكن بالنسبة للسور الشرقي فإنه يحتوي على برجين حصينين، البرج الأول في الجنوب وهو مربع الشكل فيه غرفة داخلية مقببة، البرج الثاني في الشمال ارتفاعه حوالي سبعة أمتار يتضمن بوابة.
وصف عمارة قلعة عين زربة
ينتصب في القسم الثاني برج متين بناه الصليبيون مؤلف من ثلاثة طوابق، إحدى الغرف الملاصقة للبرج ذات بناء مميز في المساحة والبناء، ويعتقد بانها كانت القاعة الرئيسية لحاكم القلعة عثر في داخلها على نقش أرمني، ويفصل هذه الكتلة عن الشمال شق صخري صناعي ارتفاع أربعة أمتار ينحدر بقوة نحو الشرق والغرب، لذلك اغلب الظن أن الوصول إلى هذا البرج كان عن طريق جسور خشبية.
مباشرة إلى الشمال من الشق يوجد ممر مقبب يحتوي على غرف ومستودعات لاستخدامات متعددة، أما القسم الثالث: يوجد شمال القلعة ويحتوي على ممر أرمني في الزاوية الجنوبية الشرقية.