تسمى بالعربية مدينة طرطوس وقديما كانت تسمى أنطرطوس، وهي ميناء بحري من العصور الوسطى ومحطة للحجيج يشغل المستوطنة الكبيرة القديمة على الساحل السوري، وكانت المدينة بحصنة بشكل كبير عن طريق الأسوار المحيطة بها وكذلك بواسطة بعض القلعات والحصون.
وصف عمارة مدينة طرطوس الدفاعية
كما وجد في المدينة سور ضخم يحيط بها ويحرس هذا السور أسوار أخرى مع وجود قليعات متينة في زوايا هذه الأسوار، كما وجد في الأسوار الخارجية الخنادق والأبراج التي تعمل على تحصينها وتقويتها بشكل كبير، تحتل القاعة الكبيرة القسم الداخلي من جهة الشمال، وتنتشر على الجوانب الأخرى أحياء سكنية بسيطة مع حوانيت على شكل ممرات متطاولة ذات عقود، وإلى جوار البحر مباشرة ينتصب برج محصن قوي ما تزال بعض الآثار من أساساته موجودة.
يوجد في الحي السكني كنيسة القديسة ماريا التي رممت حديثاً، وكانت قد شيدت في الأصل ما بين العام 1123 وبداية القرن الثالث عشر وكانت كاتدرائية وكنيسة حجيج هامة خلال العهد الفرنجي.
تاريخ عمارة مدينة طرطوس الدفاعية
في عام 1099 ميلادي شغلها البيزنطيون مؤقتاً خلال القرن العاشر ثم استولى عليها الصليبيون في طريقهم إلى القدس ولكنها استردت عن انسحابهم على يد امير طرابلس العربي، وفي عام 1102 ميلادي حاصر طرطوس ريموند صنجيل واستولى عليها بمساعدة الأسطول الجنوبي واتخذها ريموند مقراص له حتى استولى على طرابلس.
وفي عام 1188 ميلادي احتل صلاح الدين المدينة وأجزاء من قلعة الداوية أثناء حملته شمال سوريا رغم أن فرسان الداوية رتبوا أمورهم على مقاومة الهجوم العربي في برج واحد قوي، خرب صلاح الدين المدينة تخريباً شديداً ومعها كنيسة القديسة ماريا التي كانت قيد الإنشاء منذ 1123 ميلادي والتحصينات، بوشر في تحسين المنشآت الدفاعية على الفور وتابع العمل في الكاتدرائية.
وفي عام 1276 حررت طرطوس بعد حصار قصير وفر الفرسان الداوية إلى قبرص عن طريق البحر واصطحبوا معهم صورة العذراء مريم من الكاتدرائية، وفي الفترة ما بين 1300-1302 ظل فرسان الداوية يحتلون جزيرة أرواد القريبة على الساحل ولكنهم طردوا منها عام 1302 على يد السلطان الناصر محمد.
وبقيادة الملك بطرس الأول شنت وحدات من الأسطول القبرصي هجمات فاشلة على المدينة وعلى جزيرة أرواد.