عمارة مدينة عكا الدفاعية

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عكا مرفأ بحري في شمال فلسطين المحتلة، يقع فوق بقعة من الأرض بارزة قليلاً في البحر إلى جوار خليج حيفا، ورغم أن عكا كانت المرفأ الفرنجي الرئيسي في زمن الحروب الصليبية، فهي لم تحتفظ إلا بالقليل من الذخائر العائدة للفرنجة فيها، والتذكارات الوحيدة للحكم الفرنجي الذي استمر قرنين من الزمن فيها لا تعدو عقوداً قليلة من كنسية أو قصر وبرجاً واحداً من الأبراج التي كانت تشكل جزءاً من دفاعات المدينة.

خصائص مدينة عكا الدفاعية

في عام 636 ميلادي فتح العرب مرفأ عكا الذي بقي طويلاً يتمتع بمكانة هامة في العالم القديم وأعادوا بناءه على نطاق واسع، وفي عام 1099 ميلادي أوقف أول هجوم صليبي على أسوار عكا لأن أميرها الفاطمي وعد بالخضوع إذا ما سقطت القدس، وفي عام 1103-1104 بعد هجوم أولي فاشل حاصر جيش الفرنجة المدينة بقيادة الملك بلدوين الأول يدعمه الأسطول الجنوبي وأستولى عليها بعد عشرين يوماً.

وفي عام 1110 ميلادي أحبطت محاولة مصرية لاستعادة المدينة بمساعدة أسطول نورمندي، وأصبحت عكا الميناء الرئيسي لمملكة القدس وتخضع مباشرة لحكامها، وفي عام 1187 حرر صلاح الدين المدينة دون أن يواجه مقاومة تذكر بعد انتصاره في حطين، وتمت تقوية الدفاعات وهي تتألف من جهة البر من سور واحد مع خندق مائي.

تاريخ عمارة مدينة عكا الدفاعية

خلال الفترة ما بين 1189-1191 ميلادي حوصرت المدينة بقوات غي دي لوزنيان واستولى الفرنجة مجدداً على عكا بعد سلسلة من الهجمات الشديدة، وأصبحت مقر البطركية اللاتنينة ومملكة الفرنجة بدلاً عن القدس، أصلحت الدفاعات المتهالكة من قبل ريتشارد قلب الأسد، وفي عام 1202 ميلادي أصاب الزلزال المدينة بأضرار كبيرة.

وخلال الفترة ما بين 1250-1254 ميلادي أدخلت تحسينات على الدفاعات الشمالية والتحصينات في الضاحية الشديدة خلال إقامة الملك لويس التاسع فيها ظلت عكا العاصمة الفعلية للمكلة بعض الوقت، وأقام فيها ممثلون عن جميع القوى التجارية الهامة تقريباً، وكان لكثير من تلك الأحياء تحصيناتها الخاصة وكنيستها المحمية جيداً، وأصبحت المدينة وكراً للدسائس والمؤامرات، ومع اقتراب القرن الثالث عشر من نهايته كانت تضم حوالي أربعين كنيسة وعدداً كبيراً من الأديرة.


شارك المقالة: