جرت دراسات عميقة لهذا المسجد على أيدي كثير من الباحثين، حيث قدم أحدهم رسومات رائعة الأثر ثم جرى انتشال هذه الرسومات وتحديثها سواء في الشكل أو في المضمون على يد الألماني إيورث.
خصائص عمارة مسجد تورنرياس في طليطلية
هناك دراسات أخرى ذات طبيعة تاريخية وعمرانية مهمة للغاية قام بها الباحث الطليطلي خوليو بورس، وبالنسبة لتاريخ بناء المسجد نجد أنه يتوافق مع مسجد الباب المردوم، غير انه يقال إنه مصلى أقامه المدجنون وكان قد حل محل مسجد آخر هو مسجد السلبادور، ويرى تورس بلباس (مهندس معماري وعالم آثار إسباني) أن البناء يرجع إلى فترة متأخرة من القرن الثاني عشر.
وصف عمارة مسجد تورنرياس في طليطلية
مخطط مسجد تورنرياس مربع مع بعض الانحراف بالمقارنة بمسجد الباب المردوم، 8.90×7.67 متر، كما أن الارتفاع يصل إلى 6.6 متر، هناك تماثل بين المسجدين من حيث الفراغات التسعة والأعمدة الحجرية الأربعة التي أعيد استخدامها في الوسط، أضف إلى ذلك أن مسجد تورنرياس فيه قبة صغيرة ذات أوتار أربعة زخرفية ومتقاطعة على شاكلة مخطط البنى نفسه، هذه الفراغات الصغيرة تضم ما يشبه القباب الصغيرة على شكل صليب عادي أو معقوف.
أما الفراغات الثمانية الباقية فلها قباب بيضاوية من الآجر، وهي القباب نفسها التي نراها في غرفة الطابق العلوي للبرج المدجن سانتو تومي، أما أعمدة العقود في الجدران الأربعة من الداخل بين الاعمدة والمربعة على شكل حرف T هذه المرة التي عرفناها في الصهاريج القديمة، فهي ترجع أيضاً إلى مسجد الباب المردوم.
يلاحظ أن البناء كله من الآجر وهذا ما يباعده عن ذلك المستخدم في مسجد الباب المردوم من حيث مقاساته، الأمر الذي يجعل طبقة الملاط صغيرة بشكل ملحوظ بالمقارنة بذلك، وفوق الفراغ المركزي نجد مجموعة من العقود الزخرفية من الجص حدوية حادة ولها سنجاتها كاملة، ويلاحظ بروز المنكب الذي يبتعد عن المركز بعض الشيء، إضافة إلى عقود ذات ثلاثة فصوص فوق المنكب وذوات سنجات رغم انها بدون الأعمدة الصغيرة، وهي من الناحية العملية العقود نفسها التي توجد تحت القبة ذات الأوتار في المصلى بجامع قرطبة.