يعد معبد الترانستو مبنى يتسم بالبساطة المعمارية الواضحة التي لا تتوافق مع الثراء الزخرفي الذي نجده في الداخل وخاصة الأجزاء العليا للجدران، وذلك لأن الكثافة الزخرفية والتقنية العالية، حيث تذكرنا معابد الأزمنة الخوالي في عصر المرابطين في شمال إفريقيا، كما ان العناصر الزخرفية تتسم بالتفرد والتكرار.
خصائص عمارة معبد الترانستو في طليطلية
المعبد ذو بلاطة واحدة أي انه صالة كبرى تبلغ مساحتها 23 متر ×9 متر، كما أن ارتفاع الصالة يبلغ 7.50 مترا وله نوافذ في القطاعات العليا ذات عقود انسيابية مفتوحة ومطموسة بطريقة تبادلية، وإلى حائط المدخل جرت إضافة بلاطة لوضع المنصة العليا المخصصة للنساء والتي نراها متكررة في المعبد بقرطبة.
ومصدر البلاطة الواحدة هو صالات الاستقبال في القصور الطليطلية خلال ذلك القرن، ومع هذا يجب أن نقول إن طليطلية كانت توجد فيها كنائس ذات بلاطة واحدة مثل سان نيكولاس.
وصف عمارة معبد الترانستو في طليطلية
يتسم حائط الصدر بأنه حالة خاصة، إذ توجد فيه ثلاث قطاعات رأسية كأنها سجادات، وهو نظام ثلاثي أو نظام حامل الأيقونات يتوازى مع الواجهة الخارجية لقصر بدور الأول المدجن في إشبيلية، كما أنه يلاحظ ان القطاع المركزي يبدأ من ثلاثة عقود مفصصة مصحوبة بنقاط مدببة ترجع إلى أصول موحدية موجودة في واجهة قصر ألفونسو، وهذه العقود تضم أيضاً مجموعة من المعينات أي النمط الموحدي، وهذا هو الحال الذي نجده في واجهة القصر في بلد الوليد.
وتتسم المعينات بأنها ذات فن متميز ضمن الزخارف الجصية الإسبانية والسعفات المزهرة والحلقات المزهرة أيضاً، كل ذلك يجمع بين ما هو موحدي وما هو نصري، لكن البصمة المشتركة طليطلية وإذا ما غاب شيء فلم يغب إفريز المقربصات الموجودة في الأعلى ذو الأصول الغرناطية، والذي كان موجوداً قبل ذلك في مصلى بلين دي لوس.
أما القطاعات الجانبية فهي مغطاة باللفائف، وفي داخلها نجد نوعاً من الكيزان جاءت من القصور الطليطلية، ويلاحظ أن بداياتها في الزخارف الجصية في صحن دير سان فرانثيسكو، كما نجد في معبد الترانستو نقوشاً كتابية، وهذه النقوش تتسم في تطور المعبد، حيث تسيطر عبارات السعادة والنماء على هذه النصوص.