مفهوم عمليات التصنيع:
عملية التصنيع: هي إجراء فيزيائي مصمم، ينتج عنه التغييرات الكيميائية على مادة عمل تدريبة أو بهدف زيادة قيمة تلك المواد. عادةً ما تتم عملية التصنيع كوحدة تشغيل، وهو ما يعني أنها خطوة واحدة في تسلسل الخطوات المطلوبة لتحويل شكل المادة البدائية في المنتج .
يمكن أن تكون عمليات التصنيع مقسمة إلى نوعين أساسيين وهي عمليات المعالجة وعمليات التجميع، حيث تقوم عملية المعالجة بتحويل مادة العمل من حالة واحدة من الاكتمال إلى حالة أكثر تقدمًا وأقرب إلى المنتج المطلوب، حيث يزيد ذلك من قيمة المنتج بواسطة تغيير الشكل الهندسي أو خصائص ومظهر المادة البدائية.
وبشكلٍ عام يتم تنفيذ عمليات المعالجة على أجزاء عمل منفصلة، ولكن هناك معالجة معينة تنطبق على عمليات محددة وعلى مجموعة من العناصر المجمعة على سبيل المثال: طلاء سيارة ملحومة على الفور، هذا فقد يتم
تنظيم عملية التجميع لتصل إلى مكونين أو أكثر؛ وذلك بهدف إنشاء كيان جديد، حيث تُسمى هذه العملية بالتجميع أو التجميع الفرعي أو أي مصطلح آخر يشير إلى عملية الانضمام، وعلى سبيل المثال: يسمى اللحام باللحام.
مواد التصنيع والعمليات:
على الرغم من أن معظم التطورات التاريخية التي تشكلت حديثاً إلّا أن الممارسة الحديثة لعمليات التصنيع بدأت خلال القرون القليلة الماضية، حيث تعود العديد من عمليات التصنيع الأساسية الموجودة حتى الآن إلى العصر الحجري الحديث (حوالي 8000-3000 قبل الميلاد).
إلى جانب ذلك فقد تم تطوير العمليات الصناعية والإنتاجية بشكلٍ كبير،حيث أصحبت تتمثل بعمليات النحت والأعمال الخشبية الأخرى، كالتشكيل باليد واللجوء إلى الفخار الطيني، إلى جانب عمليات الطحن وصقل الأحجار والغزل والنسج وصباغة القماش.
بدأت عمليات التعدين والعمل بالأشغال المعدنية في العصر الحجري الحديث، خاصةً في بلاد ما بين النهرين ومناطق أخرى حول البحر الأبيض المتوسط، وصولاً إلى انتشارها وبشكلٍ مستقل في مناطق أوروبا وآسيا.
تم العثور على الذهب من قبل البشر الأوائل، حيث وجد في الطبيعة بشكلٍ نقي نسبياً، كما أنه كان أول معدن يتم استخراجه من الخامات، لتبدأ بعد ذلك عملية الصهر والتي تم اعتبارها واحدة من أهم تقنيات المعالجة، في حين أنه لا يمكن دق النحاس بسهولة؛ وذلك نظراً لصلابته، حيث تم تشكيله بشكلٍ رئيسي عن طريق عملية الصّب.
ومع استمرار عمليات التطوير والتحديث تم الوصول إلى خام الحديد، ونتيجةً لارتفاع درجات الحرارة تم استخراج الحديد بشكلٍ كبير، ومن هنا بدأت عمليات التصنيع تتطور شيئاً فشيئاً، حيث دخل الحديد ولأول مرة في صناعة الأفران وذلك مع بداية العصر البرونزي.
هذا وقد ساعد خام الحديد في تطوير وتحديث عمليات التصنيع، حيث سمح للمطاحن بتكوين وصناعة السكاكين والأسلحة، وغيرها الكثير من الأدوات الصناعية والتي لها دور كبير في استمرار ونجاح العملية الصناعية.
ومع تطور عمليات التكنولوجيا، بدأت صناعة الآلات والأدوات تزداد وبشكلٍ كبير خاصةً مع بداية الثورة الصناعية، وذلك خلال الفترة “1770-1850” للميلاد، حيث تم تطوير الأدوات والآلات بشكلٍ كبير، ونتيجةً لعمليات التصنيع المهمة تم الاستغناء عن كل المواد التقليدية المستخدمة في عمليات الصنيع، من أهمها: خراطة الحفر والطحن والتشكيل والتخطيط.
إلى جانب ذلك فقد تم استخدام طرق التجميع والتصنيع في العديد من الدول المصنعة؛ وذلك بهدف تصنيع السفن والأسلحة والأدوات والمعدات الزراعية والآلات والمركبات والعربات والأثاث وصولاً إلى الملابس، في حين أن عمليات التصنيع البدائية كانت قد شملت على تطوير وتحديث كل ما يتعلق بعمليات ربط الخيوط والحبل والتثبيت والتسمير واللحام.
بدأت عملية التصنيع والتجميع المتطورة باستخدام البراغي وذلك على نطاق واسع كاستخدامها في السحابات الشائعة جدًا في أيامنا هذه، إلى جانب ذلك فإنّ عملية التجميع والتصنيع تتطلب تطوير وتحديث للآلات المستخدمة في عمليات الإنتاج وبشكلٍ كبير خاصةً بعد ابتكار مادة الفولاذ التي دخلت في العديد من الصناعات، أمّا بالنسبة للأدوات التي يمكن أن تقوم بتشكيل وقطع الأشكال المختلفة فقد تم تطويرها بشكلٍ جعل عملية الإنتاج والتصنيع تعتمد عليها وبشكلٍ كبير.
إلى جانب ذلك فقد كان المطاط الطبيعي أول بوليمر يتم استخدامه في عملية التصنيع، خاصةً بعد استثناءالخشب،كما أنّ عملية الفلكنة التي تم اكتشافها متأخراً جعلت تشارلز جوديير في عام “1839” للميلاد يُطور صناعة المطاط بشكلٍ يجعلها الجزء الأساسي في عمليات الهندسة الصناعية.
إلى جانب ذلك فقد كانت المنتجات الإلكترونية الحديثة وغير العادية تعتمد وبشكلٍ رئيسي في عمليات التصنيع على استخدام كل ما يُطور ويسهل العملية الصناعية؛ الأمر الذي جعل من عمليات التطور التكنولوجي الدور الأكبر في صناعة وابتكار العديد من الأجهزة الحديثة.