بيت الصلاة في المساجد العثمانية:
يعد بيت الصلاة في المساجد العثمانية في ليبيا من أهم العناصر المعمارية في المساجد، حيث يتم الاعتناء بشكل خاص في هذا العنصر عن باقي العناصر المعمارية في المساجد.
إن وجود منبر يشير إلى أن المسجد تقام فيه أيضاً صلاة الجمع والعيدين، وهذا الموضوع خارج عن نطاق الدراسة، والذي يعتمد على ظروف كثيرة لا علاقة لها بالأمور الفنية والمعمارية، وفي هذا الصدد فإن أغلب المساجد ذات الوحدة الفراغية الواحدة غير مزودة بمنابر وأنها مساجد أوقات على اعتبار أن كل حي من الأحياء له مسجد، والمسجد الجامع تنتشر حوله مجوعة من المساجد الصغيرة التي تقام فيها صلاة الأوقات.
وهناك مساجد صغيرة تقع في زوايا ومدارس مثل مدرسة عمورة، والكاتب تقام فيها صلاة الأوقات من قبل الطلاب والمشايخ، وهناك مجموعة ثالثة من هذه المساجد الصغيرة استخدمت كمساجد جمعة مثل جامع عمورة محمد فلمنك وجامع بن الطيف.
والمسجد الواقع في زاوية عمورة تقام أيضاً فيها صلاة الجمعة والعيدين من قبل الطلاب والأساتذة وسكان المنطقة المحيطة بالزاوية، فهذه المساجد الخمسة زودت بمنابر خشبية بسيطة التكوين والزخرفة والصنع، يتكون كل منها من عدد من الدرجات تؤدي إلى ما يشبه السرداق الصغير يعلوه سقف على شكل الهرم، كما هو الحال في جامع زاوية عمورة وبعض المساجد الأخرى لم تزود بمثل هذا الشكل البنائي.
وزودت بعض هذه المساجد الصغيرة بشبابيك للإضاءة والتهوية، والتي توجد غالباً في الجزء الأعلى من الجدران وأحياناً على مستوى تحت منطقة الانتقال مباشرة وأحياناً أخرى نجد بالإضافة إلى هذه الشبابيك أربع نوافذ في الأضلاع المحورية لمنطقة الانتقال، وهذه الفتحات كافية في الحقيقة بالإضاءة والتهوية لمثل هذه المساجد الصغيرة.
الردهة في بيت الصلاة للمساجد العثمانية في ليبيا:
لقد أوضحنا أن المساحة المخصصة لبناء المسجد وملحقاته هي التي تحدد فيما إذا كان المسجد سيزود بصحن مكشوف أو بردهة، فبعض المساجد الصغيرة ذات القبة لم تزود بصحن مكشوف منها مسجد المفتي وابن طابون ومسجد الميلادي، عوضاً عن ذلك زودت بحجرة مستطيلة مسقوفة بقبو برميلي وتضم حنفيات للوضوء ومراحيض، كما تؤدي وضيفة الردهة بين بيت الصلاة والشارع.