وصف فتحات منطقة الانتقال:
فتحات منطقة الانتقال موجودة أسفل القبة وتكون ظاهرة من الخارج، ارتبط تطور الفتحات التي تشغل أواسط منطقة الانتقال بتطور منطقة الانتقال ذاتها، فعندما كانت منطقة الانتقال في القباب الأولى مجرد حنية ركنية كبيرة معقودة بقد مدبب كانت الفتحات فيما بينها كذلك، كما هو الحال في القباب السبع والجيوشي والحافظ بالأزهر.
ولما تطورت منطقة الانتقال في الثلث الأخير من القرن الخامس هجري تطورت تلك الفتحات أيضاً، وأصبحت على هيئة عقد ثلاثي مفتوح بالكامل، كما هو الحال في قبة الشيخ يونس، واستمرت الفتحات الثلاثية أيضاً في أواسط منطقة الانتقال بعض القباب الأيوبية، إلا أنها أصبحت معقودة بعقد منكسر لتتناسب مع هيئة عقد حنايا منطقة الانتقال نفسها، كما هو الحال في قبة الخلفاء العباسيين وقبة شجر الدر.
خصائص فتحات منطقة الانتقال:
تتكون فتحات قبة الإمام الشافعي من ثلاث فتحات سفلية تعلوها اثنتان، ويرجع ذلك لطول ضلع منطقة الانتقال وارتفاعها لا لشيء آخر، وتتكون فتحات قبة الصالح نجم الدين أيوب من ثلاث فتحات سفلية تعلوها اثنتان وواحدة في تكوين هندسي رائع، وكل فتحة من هذه الفتحات الستة معقودة بعقد منكسر.
أما في العصر المملوكي فقد ترواح عدد الفتحات التي تشغل أواسط منطقة الانتقال بين ثلاث فتحات وستة فتحات معقودة بعقد منكسر، ويتضح ذلك في القباب التي اتبعت مناطق انتقالها النظام القديم، إلا أنه حدث في بعض الأحيان أن وضعت الفتحات الثلاثية من الخارج داخل دخلة معقودة بعقد حدوة الفرس يرتكز على عمودين، ومن أمثلة ذلك قبة بدر القرافي.
وظهر إلى جانب هذا الأسلوب التقليدي لفتحات أواسط منقطة الانتقال أسلوب آخر متطور يتناسب مع الأسلوب المتطور لمناطق الانتقال نفسها، وتمثل هذا الأسلوب أولاً في مدفن فاطمة خاتون التي بنيت في عام 1284 ميلادي، ومدفن قلاوون حيث توجد نافذتان متجاورتان يرتكز عقداهما على عمود أوسط يعلوهما فتحة مستديرة، وقد يعلو العقدين والفتحة المستديرة العليا إطار منبعج على شكل عقد ثلاثي مفصص كما في قبة خاتون، وتعد هذه النوافذ المزدوجة واحدة من تأثيرات الغرب الإسلامي على العمارة المملوكية.
وقد أطلقت الوثائق على الأسلوب المتطور للفتحات التي تشغل أواسط منطقة الانتقال اسم القمريات أو القندليات، حيث تقسم هذه القمريات أو القندليات إلى ثلاث أنواع رئيسية.