اقرأ في هذا المقال
يقصد بفن التحصين الإسلامي في الأندلس أنه لم يبدأ إلا في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، وذلك برباط ماردة الذي شيده الأمير عبد الرحمن الثاني، وهو الحصن الذي يحمي مشارف الجسر القائم على نهر وادي يانة.
خصائص فن التحصين في الأندلس في القرن الثالث الهجري
يعد الحصن الذي شيده الأمير عبد الرحمن الثاني مستطيل الشكل منتظم، تكتنف أسواره الستارة أبراج مستطيلة متقاربة الأبعاد، ولا تبرز منها بروزاً كبيراً، ولا شك أن المهندس المعماري استلهم عمله من الأبراج المدعمة التي تفصل أسوار الجامع الكبير في قرطبة.
كما نجد عند المدخل عقداً على شكل حدوة فرس (تقعير القوس التقليدي أكبر من نصف دائرة)، وكان اعتزاز الفن الأموي به لا يقل عن اعتزاز الفن القوطي المغربي، ويرتكز عقد البوابة على عمد مربعة، وهي تحمي مفصلات ضلف الباب، وقد استعمل الحجر الرملي الذي يفضله القوط الغربيون في البناء، حيث بقي طراز المرحلة الأولى للفن الأموي على وفائه له على أن المسألة هنا هي مسألة العودة إلى استعمال أحجار من مباني قديمة، كما أن ترتيب هذه الأحجار كان على شكل رادات وسابحات وهو أمر عزيز في نظر مهندسي قرطبة المعماريين لم يكن أمراً مطرداً قط.
فن التحصين الأندلسي في القرن الرابع الهجري
تطور فن العمارة الحربية أيام الخلافة القرطبية تطوراً سريعاً، كما كان الشأن حقاً في كل الفنون التذكارية، وحدثت تغيرات كثيرة في الخطط المستخدمة، ففي الجهات الجبلية كانت الحيران تساير عد انتظام الأرض، أما في السهول فكانت تميل نحو الانتظام الهندسي، ويتحقق ذلك تحققاً تاماً في المنشآت متوسطة الرقعة وتبرز الأبراج المستطيلة أو كثيرة الأضلاع في حالات نادرة بروزاً أوضح من أبراج مادرة، والمسافة التي بين كل برج والآخر أوسع ولم يحصل قط ازدواج في الحيران، كما لم يكن هناك قلعىة ولا أبنية في الداخل.
ويؤدي قوس البوابة إلى ممر مستقيم قليل العمق يفتح بين برجين في الحيران الكبيرة، أما في الحصون الصغيرة فتحميه طابية، والستارة على ارتفاع على ارتفاع مختلف يتراوح بين 7-10 امتار، ويحمل ممشى للدورية سوره الخارجي مغطى بدرقات هرمية الشكل.