فيلا توغندهات - Villa Tugendhat

اقرأ في هذا المقال


ما هي فيلا توغندهات؟

فيلا توغندهات (Villa Tugendhat): هي عبارة عن مبنى ذو أهمية معمارية في برنو، جمهورية التشيك. حيث إنه أحد النماذج الأولية الرائدة للهندسة المعمارية الحديثة في أوروبا، وقد صممه المعماريان الألمانيان لودفيج ميس فان دير روه وليلي رايش. كما بنيت من الخرسانة المسلحة بين عامي 1928 و 1930 لفريتز توجندهات وزوجته غريتا، وسرعان ما أصبحت الفيلا رمزًا للحداثة.

حيث تم بناء الفيلا من قبل الألماني اليهودي فريتز وجريتا توجندهات. كما بدأت شركة البناء (Artur and Mořic Eisler) في البناء في صيف عام 1929 وانتهت منها في 14 شهرًا. وعاش فريتز وجريتا توجندهات في الفيلا لمدة ثماني سنوات فقط قبل أن يفروا من تشيكوسلوفاكيا مع أطفالهم في عام 1938 (بما في ذلك الفيلسوف إرنست توجيندات)، وقبل فترة وجيزة من تمزيق البلاد بعد اتفاقية ميونيخ.

انتقلت العائلة إلى سويسرا ثم إلى فنزويلا؛ ثم بعد الحرب عادوا إلى سويسرا، لكنهم لم يعشوا في الفيلا مرة أخرى.

الأحداث التي مرت على فيلا توغندهات:

خلال الحرب العالمية الثانية:

صادر الجستابو الفيلا عام 1939 واستخدمت كشقة ومكتب. حيث تم تعديل الجزء الداخلي واختفت العديد من القطع. وفي عام 1942، تم تأجير المنزل كمكاتب لأعمال طائرة (Messerschmitt). كما كان لدى ويلي ميسرشميت شقته الخاصة في الفيلا.

وفي أبريل 1945، تم تحرير برنو من قبل الجيش الأحمر وقامت وحدة سلاح الفرسان الروسية بتثبيت خيولها في الفيلا، مما تسبب في أضرار جسيمة لأرضية المبنى البيضاء. وما بقي من الأثاث في الفيلا كان يستخدم للحطب.

ترميم ما بعد الحرب والانفتاح على الجمهور:

في سنوات ما بعد الحرب، تم إصلاح المبنى جزئيًا واستخدامه لأغراض مختلفة (على سبيل المثال كمركز للعلاج الطبيعي للأطفال) لعدة عقود بعد الحرب العالمية الثانية.

وعادت غريتا توجندهات إلى الفيلا في عام 1967 مع ديرك لوهان كبير المهندسين المعماريين من استوديو (Mies) في شيكاغو (وحفيده) وشرحت له التصميم الأصلي، وشرحت لمجموعة من المهندسين المعماريين التشيكيين لإصلاحه. حيث تم إدراجه في القائمة الوطنية للتراث الثقافي في عام 1969 وتم ترميمه بعد عام 1980. وفي 26 أغسطس 1992، التقى فاكلاف كلاوس وفلاديمير ميتشيار الزعيمان السياسيان لتشيكوسلوفاكيا، هناك للتوقيع على الوثيقة التي قسمت البلاد إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا الجمهورية. ومنذ عام 1994، تم فتح الفيلا للجمهور كمتحف تديره مدينة برنو.

وفي عام 1993، تم تشكيل صندوق (Villa Tugendhat) وأصدقاء (Tugendhat) للحفاظ على الفيلا. وفي عام 1995، تلقت برنو منحة قدرها 15000 دولار أمريكي لدفع تكاليف البحث الأولي من برنامج صموئيل إتش كريس للمحافظة على البيئة الأوروبية، وهو جزء من الصندوق العالمي للآثار.

كما تعهدت المؤسسة الدولية للموسيقى والفنون، ومقرها في ليختنشتاين، بتقديم 100000 دولار، لأن الوصي نيكولاس ثو، كان أيضًا أحد أمناء الصندوق العالمي للآثار. حيث بلغت مؤسسة روبرت ويلسون 100000 دولار. وتم تصنيف الفيلا كموقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 2001.

وفي عام 2007، تقدم ورثة عائلة توجندهات بطلب لاستعادة الفيلا، مستشهدين بقانون يغطي الأعمال الفنية المصادرة خلال الهولوكوست. حيث يبدو أن سبب هذا التطبيق هو إحباطهم من فشل بلدية برنو في تنفيذ أعمال الترميم الحيوية بسبب تدهور الخرسانة المستخدمة في البناء. وأجزاء كاملة من الداخل كانت مفقودة. وفي وقت لاحق، تم العثور على أجزاء من الألواح الخشبية الأصلية في جامعة ماساريك، وهو مبنى يستخدمه الجستابو كمقر لهم في برنو.

كما بدأ إعادة الإعمار والترميم في فبراير 2010 بتكاليف تقديرية تبلغ 150 مليون كرونة تشيكية (حوالي 5،769،000 يورو؛ 7،895،000 دولار أمريكي). وانتهت عملية إعادة الإعمار هذه في فبراير 2012 وأعيد فتح الفيلا للجمهور في مارس. للاحتفال بترميم الفيلا، حيث أطلق المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (Villa Tugendhat in Context)، وهو معرض في لندن يقدم تاريخًا مرئيًا وسجلًا للتجديد الأخير من خلال شهادة ثلاثة أجيال من المصورين.

وبالقرب من (Villa Tugendhat) وهو منزل عائلة (Greta)، فيلا (Art Nouveau Löw-Beer) (الآن فرع من متحف منطقة Brno)، والتي ستقدم معرضًا بعنوان (The World of the Brno Bourgeoisie) حول (Löw-Beers و Tugendhat).

تصميم فيلا توغندهات:

تقع الفيلا المستقلة المكونة من ثلاثة طوابق على منحدر وتواجه الجنوب الغربي. وفي الطابق الثاني (الطابق الأرضي) يتكون من مناطق المعيشة والاجتماعية الرئيسية مع الحديقة الشتوية والتراس والمطبخ وغرف الخدم. وفي الطابق الثالث (الطابق الأول) به المدخل الرئيسي من الشارع مع ممر إلى الشرفة، وقاعة المدخل، وغرف للأباء والأطفال والمربية مع المرافق المناسبة. حيث يتم الوصول إلى شقة السائق مع المرآب والشرفة بشكل منفصل.

كما أن مبدأ تصميم (Mies) “الأقل هو الأكثر” والتركيز على المرافق الوظيفية خلق مثالًا رائعًا للهندسة الوظيفية المبكرة، وهي رؤية جديدة رائدة في تصميم المباني في ذلك الوقت. حيث استخدم ميس إطارًا حديديًا ثوريًا، مما مكنه من الاستغناء عن الجدران الداعمة وترتيب الداخل من أجل تحقيق إحساس بالمساحة والضوء. كما أن أحد الجدران عبارة عن لوح زجاجي منزلق ينزل إلى القاعدة كما تفعل نافذة السيارة.

وحدد (Mies) جميع المفروشات، بالتعاون مع المصممة الداخلية (Lilly Reich) (ولا يزال هناك كرسيان بذراعين مصممين للمبنى، وكرسي (Tugendhat) وكرسي (Brno)، قيد الإنتاج). ولم تكن هناك لوحات أو عناصر زخرفية في الفيلا، لكن التصميم الداخلي لم يكن بأي حال من الأحوال صارمًا بسبب استخدام مواد منقوشة بشكل طبيعي مثل جدار العقيق اليماني والأخشاب الاستوائية النادرة. وأيضًا وجود جدار الجزع الشفاف جزئيًا حيث يغير مظهره عندما تكون شمس المساء منخفضة. كما نجح المهندس المعماري في جعل المنظر الرائع من الفيلا جزءًا لا يتجزأ من الداخل.

وكانت التكلفة عالية جدًا بسبب طريقة البناء غير العادية والمواد الفاخرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة للتدفئة والتهوية. حيث تم استخدام مستوى الأرض السفلي كمنطقة خدمة. كما كان هنا نظام تكييف هواء حديث للغاية وواجهة زجاجية تُفتح بالكامل بمساعدة آلية مدمجة في الجدار. وكانت مساحة الأرضية كبيرة ومفتوحة بشكل غير عادي مقارنة بالمنزل العائلي المتوسط ​​في تلك الفترة، بالإضافة إلى غرف التخزين المختلفة، حيث جعلت الهيكل فريدًا إن لم يكن محيرًا للزوار الذين لم يعتادوا على مثل هذا الحد الأدنى.

مميزات فيلا توغندهات:

تتميز منطقة المعيشة الرئيسية بجدار فاصل من العقيق البني والذهبي، والذي حصل عليه ميس فان دير روه من جبال الأطلس في المغرب وأشرف على القطع والتشطيب بنفسه. وعلى غير العادة في ذلك الوقت، يتميز المبنى بتكييف الهواء.

ويوجد في الطابق السفلي سلسلة من غرف الخدمة المخصصة، بما في ذلك آلية لسحب النوافذ وغرفة (Mottenkammer)، وهي غرفة تخزين مخصصة مقاومة للعث لحفظ معاطف الفرو.

المصدر: الكتاب:العمارة الحديثة،اسم المؤلف:آلان كولكوهون، نُشر في الأصل : 2002الكتاب:تاريخ جديد للعمارة الحديثة،اسم المؤلف :كولين ديفيز،نُشر: 2017الكتاب:العمارة الحديثة منذ 1900 الإصدار الثالث،اسم المؤلف:وليام جيه آر كورتيس،1982الكتاب:تفاصيل العمارة الحديثة،اسم المؤلف:إدوارد فورد،2003


شارك المقالة: