قاعة مدينة بالتيمور هو مثال مبكّر لإحياء النهضة الفرنسية في هذا البلد. كما أنه هيكل مهيب يتكون من قسم مركزي من طابقين مرتفع تعلوه قبة وتحيط به أجنحة من 3 طوابق. حيث تم الانتهاء من المركز بنوع عادي. بينما جدران المبنى من الحجر الأزرق مطلية بالرخام المقطوع، والقبو مرتفع ويستخدم حجرًا ريفيًا بشكل كبير، يتم كسر الطوابق الأولى والثانية والثالثة عن طريق إسقاط الأعمدة ذات النوافذ المنبثقة من الأحجار الأساسية المتقنة والأرشيفات نصف الدائرية. والسقف المنحدر من حجر الأردواز مع نوافذ ناتئة من الرخام.
التعريف بقاعة مدينة بالتيمور
تُعد قاعة مدينة بالتيمور واحدة من أقدم الأمثلة وأكثرها ثباتًا على العمارة الحكومية للإمبراطورية الثانية في البلاد. حيث بدأ في عام 1867 واكتمل في عام 1875، وهو يمثل مثالًا ضخمًا لمبنى عام بأسلوب سيطر على العمارة الأمريكية منذ نهاية الحرب الأهلية حتى حوالي عام 1880. كما كان المصمّم، جورج فريدريك، في الثانية والعشرين فقط من عمره. تم اختيار التصميم بعد ذلك بعامين، تم التعاقد مع المهندس المعماري الشاب للإشراف على البناء أيضًا.
تجدر الإشارة أيضًا إلى القبة الأصلية المصنوعة من الحديد الزهر للمبنى والتي صمّمها ويندل بولمان، الذي اشتهر بتصميمه الحاصل على براءة اختراع لجسر بولمان تروس، وهو معلم بارز في تكنولوجيا الجسور. كما تتميز قاعة مدينة بالتيمور بمبنى مركزي به أربعة أجنحة ركنية ومنحدر طويل إلى حد ما مع نوافذ ناتئة مطبقة على منحدرات السطح. بينما جناح مركزي مغطى بنوع من الرواق ويدعم رواق ذو أعمدة ضحلة يحدد المدخل الرئيسي.
خلف المدخل توجد قاعة سلم رائعة مؤدية إلى قاعة مستديرة. وكل من قاعة الدرج والمستديرة غنية بشكل خاص بزخارف عصر النهضة الواسعة. حيث يرتفع من وسط المبنى برج دائري به أعمدة وحواف دائرية وقبة حديدية تدعم فانوس بسقف مذهّب. بينما من المحتمل أن يكون فريدريك قد طور تصميمه من المصادر المنشورة لألواح عصر النهضة الإيطالية جنبًا إلى جنب مع الكتب الفرنسية في منتصف القرن التاسع عشر التي تظهر سقف السقف. بصرف النظر عن عمر فريدريك وقلة خبرته، فإنّ التكهنات حول المصادر المنشورة يقترحها التصميم نفسه، وهو أكاديمي في تفسيره لزخارف عصر النهضة الفرنسية.
تُعد قدرة فريدريك على تطوير مثل هذا التفسير الكبير لأسلوب الإمبراطورية الثانية مفاجئة لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الأمثلة المكتملة للاستشارة للمقارنة. وكانت قاعة مدينة بوسطن، التي تم تخصيصها للتو في عام 1865، تفسيرًا مختلفًا تمامًا استنادًا إلى الأجنحة المكتملة حديثًا لمتحف اللوفر في باريس. حيث تم الانتهاء بعد ذلك من معرض (Corcoran Gallery) في واشنطن من الخارج، ولكن تصميمه من الطوب والحجر البني يختلف تمامًا أيضًا عن الحجر الجيري الأبيض المغنيسيوم لتصميم فريدريك.
كانت المباني الحكومية العظيمة التي صمّمها مهندس الخزانة الأمريكية ألفريد بي موليت، مثل مبنى المكتب التنفيذي القديم، في المراحل الأولى من التخطيط والبناء في عام 1869، ولم يبدأ تشغيل مجلس مدينة فيلادلفيا التابع لجون ماك آرثر جونيور حتى عام 1871. ومن المحتمل أن تزداد شعبية هذا النمط للمباني العامة في جميع أنحاء البلاد مع النشر الواسع لهذه التصاميم قبل وقت طويل من اكتمال المباني. حيث تم عرض تصميم قاعة مدينة بالتيمور، على سبيل المثال، في (Harper’s Weekly) في 1 مايو 1869.
بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت قاعة مدينة بالتيمور تظهر عليها علامات تدهور كبير، بما في ذلك تآكل القبة المصنوعة من الحديد والميزات الزخرفية، وفشل أنظمتها الميكانيكية. بينما في عام 1974، صوتت المدينة لحسن الحظ لتجديد الهيكل القديم بدلاً من استبداله، وتلقّت (City Hall) تجديدًا كبيرًا تحت إشراف شركة (Architectural Heritage، Inc). والمهندسين المعماريين المحليين (Meyers و D’Aleo و Patton).
أهمية قاعة مدينة بالتيمور
قام جورج أ. فريدريك (1842-1924)، وهو مهندس معماري مهم لكنه لم يدرس كثيرًا، بتصميم مبنى البلدية عندما كان يبلغ من العمر 22 عامًا فقط. حيث درس فريدريك، وهو مواطن من بالتيمور، الهندسة المعمارية كرسام في شركة الهندسة المعمارية بالتيمور بولاية ماريلاند التابعة لشركة (E.G.) ليند وويليام ت.موردوك. كما بدأت مسابقة قاعة المدينة في عام 1864 مسيرته المهنية، والتي استمرت حتى عام 1903.
تشمل أعمال فريدريك الأخرى في المدينة أثاث الحدائق والأجنحة والبوابات والكنائس والمباني العامة والمستشفيات والعديد من المنازل الخاصة بما في ذلك منزل سيلبورن، وهو قصر من عصر النهضة. حيث تم اختيار فريدريك للعمل على ترميم مبنى ولاية ماريلاند في أنابوليس، ممّا يشير إلى مكانته العالية بين معاصريه. وكان مجلس مدينة بالتيمور أول مبنى من نوعه في المدينة تم بناؤه لهذا الغرض. بينما منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، تم إيواء حكومة بالتيمور في أحياء تم تحويلها.
من عام 1823 إلى عام 1830، استأجرت حكومة المدينة مساحة في بورصة بالتيمور. وفي عام 1830 تم اقتناء متحف بيل واستُخدم لمدة 30 عامًا حتى تم إنشاء الهيكل الحالي. بينما لم يبدأ البناء الفعلي حتى عام 1867 بسبب الحرب الأهلية. كما تم الانتهاء من بناء المبنى في عام 1875. بحيث كانت الأعمال الحديدية لدرج وقبة قاعة مدينة بالتيمور من عمل ويندل بولمان، مخترع بولمان تروس، وهو مبدأ تجسير مبتكر استخدمته شركات السكك الحديدية في القرن التاسع عشر.
