قبة الصخرة

اقرأ في هذا المقال


كانت القدس تعرف منذ آلاف السنين باسم (يبوس) نسبة إلى اليبوسيين، وهم من أصل عربي، وقد نزحوا إليها من الجزيرة العربية ضمن القبائل الكنعانية الذين كانت لغتهم سائدة فيها، ثم خضعت القدس للاحتلال الروماني ثم البيزنطي، إلى أن دخلها عمر بن الخطاب عام 638 ميلادي، وبعد ازدهار الإسلام دخل فلسطين الدين الجديد عام 637 ميلادي على أثر استسلام الحاكم الروماني وتسليم مفاتيح القدس إلى عمر بن الخطاب.

نبذة عن تاريخ القدس:

في الفترة ما بين عامي 1099 و1187 ميلادي وقعت القدس في أيدي الصليبيين إلى أن حررها صلاح الدين الأيوبي، وفي عام 1517 ميلادي ضمها العثمانيون حتى نهاية عام 1917 ميلادي، حيث استولى عليها الجيش البريطاني، وأصبحت القدس مقراً للحاكم العسكري البريطاني ثم مقراً للمندوب السامي لفلسطين وشرق الأردن منذ عام 1920 ميلادي، ثم حصلت الأردن على استقلالها بعد ذلك.
عمل حكم الانتداب على تحقيق وعد بلفور، فيسّر للمهاجرين اليهود حق امتلاك الأرض خارج أسوار المدينة المقدسة، حيث أقاموا ضاحية عرفت بالقدس الجديدة، وعلى هذه الأرض المقدسة أرض القدس الطاهرة يقع المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومقدسات الأديان وأقدس الآثار الإسلامية والمسيحية.

خصائص قبة الصخرة:

قبة الصخرة في الحرم الشريف قد كانت المنطقة المقدسة عند المسلمينن والمسيحيين وظلت منزلتها عظيمة، تم بناء هذه القبة سنة 72 هجري على يد الخليفة عبد الملك بن مروان، ويغلب الظن أن الخليفة الأموي كان يرمي من وراء ذلك غرض معين، وهو تعظيم الصخرة المشرفة والحفاظ عليها من عبث العابثين وإحاطتها بسياج، هذا فضلاً أنه أراد أن يبني بناءاً ينافس الكنيسة المجاورة لها والتي تحتفظ بالضريح المقدس، وقد يكون مهندس قبة الصخرة قد نقل تصميمها من قبة كنيسة القيامة القريبة منها والتي تساويها في الحجم، ولكنه بالغ في زخرفتها وتنميقها بالموازييك (الفسيفساء) والفصوص ذات الألوان اللامعة.
أراد الخليفة الأموي أن يقيم بناءاً يعتز به الإسلام بين روائع العمارة المسيحية في بلاد الشام في ذلك الوقت، ولقد جاء بناء قبة الصخرة المشرفة في وقت كان الإسلام محتاجاً فيه إلى أبينة رائعة لتُجاري الكنائس الرومانية العظيمة، وقد وفق الخليفة في بنائها توفيقاً عظيماً، فكانت قبة الصخرة المشرفة بحق تحفة إسلامية لجمالها وإبداع زخارفها وبساطة تصميمها وتناسق أجزائها، وظل تصميها فريداً في العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة، لأن نظام المساجد لا يتفق إطلاقاً مع نظام البناء المثمن.


شارك المقالة: