قصر الحير الشرقي والغربي

اقرأ في هذا المقال


خصائص قصر الحير الشرقي والغربي:

اهتم الخلفاء الأمويون بإنشاء القصور عظيمة الاتساع في جهات متفرقة، حيث أن الخلفاء الأمويين أرادوا من تلك العمائر العظيمة بيان عظمة الإسلام ديناً ودنيا أمام ملوك وشعوب الأرض التي فتحوها وأخضعوها، وحتى تكون فخراً للإسلام والمسلمين عبر العصور، حيث ظهر هذا واضحاً في مساجد وقصور الأمويين سواء في الشام أو الأندلس، وقد درج على أمة نهجهم العباسيون والسلاجقة والفاطميون والمماليك والعثمانيون.

كما أن عمارة كل أمة على قدر قوتها (العمارة مقياس الحضارة)، ويقع قصر الحير بفرعيه على ستين ميلاً شمال شرق تدمر (بالميرا)، وقد أسسه هشام بن عبد الملك (105-125 هجري)، وهو من أتم بناء قصير عمرا وزاد في زخارفه، وعلى بعد 80 ميلاً جنوب رصافة هشام، وقد تم بناؤه في عام 728 ميلادي، وقد زاره شلمبرجيه عام 1936 ميلادي، ويحتوي على جناحين (قصرين) شرقي صغير وغربي كبير، والذي يفصل بينهما 24.5 ميلادي.

كما يحتوي القصر على فنانين محصنين مربعين تقريباً، وعلى جانبي كل منهما أبراج نصف دائرية طول ضلع المربع الأول 66 متر والثاني 190 متر وارتفاع السور 14.25 متر، وفي الجنوب الشرقي منه يوجد مسجد ويعتقد أنه -أي القصر- كان مكوناً من اكثر من طابق والمدخل الأصغر جداره سميك، وعلى جانبيه أبراج نصف دائرية برج في كل زاوية وبرجان في وسط كل جانب ومجموع الأبراج اثني عشر برجاً.

وقد استخدم في بناء القصر حجر الكلس المحبب ذو اللون الأصفر المائل للحمرة، ويمثل قصر الحير التطور الذي حدث في الهندسة المعمارية العسكرية؛ والتي نقلها الصليبيون الفرنج إلى أوروبا بعد خمسة قرون من ابتكار المسلمين لها، كما يستدعى الانتباه وجود الشرفات البارزة فوق المدخل، ولها مزاغل تصب منها المواد الحارقة على الأعداء.

زخارف قصر الحير:

نشاهد الكثير من الأعمال الجصية في هذا القصر وعلى أرضية الغرف ذات السلالم توجد لوحتان تمثل الأولى امرأة داخل إطار دائري تحمل رداء فيه فواكه وحول عنقها أفعى، وحول الشكل الدائري حقول مستطيلة يحيطها إطار مملوء بالنباتات وعناقيد العنب، وفي الساحة المستطيلة مخلوقان خرافيان، حيث ورد وصفاً لهذه اللوحة؛ تتألف الصورة الأولى من شكل دائري (ميدالية) يضم في وسطه صورة نصفية لسيدة في وضع مواجه.


شارك المقالة: