خصائص قصر الذهب:
بنى المنصور القصر قبل المسجد مخالفاً العرف العمراني الإسلامي، فقد أراد المنصور مدينته مدينة عسكرية له ولجنده كالحجاج، وكان قصر المنصور يعرف بقصر الذهب، وهو مربع طول ضلعه 400 ذراع ومساحته ما يقرب من 80 دونم، وكان هناك إيوان يقع في صدر القصر بلغ طوله 30 ذراع وعرضه 20 ذراع، وابتنى فيه القبة الخضراء، وكان ارتفاعها 80 ذراع وكان على قمتها تمثال فارس بيده رمح وظلت هذه القبة حتى سقطت 329 هجري بسبب الأمطار الغريزة، وقد وصفها المؤرخون بأنها تاج البلد وعلم بغداد ومآثر بني العباس.
والحائط الداخلي للقصر أضيف للجامع وتصميم القصر يشبه دار الإمارة التي بناها أو مسلم الخراساني في مرو، والتي كانت على شكل مربع يتوسطه غرفة مربعة تعلوها قبة ارتفاعها 55 ذراع، وتفتح على أربعة إيوانات مقبية مساحة كل منها 30 × 60 ذراع، ومنها يخرج الإنسان إلى فناء مكشوف مربع الشكل وبناها عام 132 هجري، في السنة التي سقطت فيها خراسان بيد العباسيين، وكانت خلف المسجد.
وكان لتصميم قصر مرو هذا أثره في العمائر العباسية كلها تقريباً، ويعلو القبة الخضراء غرفة علوية هي قاعة مربعة مغطاة بقبة دائرية، وكل من القبتين محول على أربعة محاريب ركنية، وتفتح القبة السفلية على أربعة إيوانات، وقد أقام المنصور قصراً سماه (قصر الخلد) لجمال حدائقه أقام فيها الرشيد فيما بعد.
المسجد الجامع:
والجامع الملاصق لقصر الذهب مبني باللبن ومساحته 200×200 ذراع، وهو ربع القصر وأشرف عل تخطيطه الحجاج بن أرطاة، وقد حدث ازورار قليل في اتجاه القبلة، لأن القصر بني قبله، وفي هذا يقول الطبري أن جامع الرصافة أصوب من جامع المدينة المدورة؛ لأن مسجد الرصافة بني قبل القصر، ولعلها سميت بالزوراء لازورارها وضيقها.
وكان سقف المسجد قائماً على أساطين خشية، كل أسطوانة من قطعتين معقبتين بالعقب والغرى وضبات من الحديد، وأدى ضيق مساحته إلى اكتظاظه فعمل على توسعته أكثر من مرة، وقد أضيفت إليه دار الشرطة وبني بالآجر والجص، وقد أمر الرشيد بنقض الجامع ذاته، وأعد بناءه بالأجر واللبن وأمر بكتابة اسمه وسنة البناء والنجار، واستغرقت العملية عاماً، كما أجرى المعتضد تعديلات أخرى.