قلعة الإدريسي في اليمن

اقرأ في هذا المقال


تقع قلعة الإدريسي في الجهة الغربية من مدينة ميدي بجوار المركز الحكومي الجديد لمديرية ميدي التي تتبع إدارياً محافظة حجة في اليمن، حيث تبعد عن مياه البحر من جهة الشرق بمسافة (1كم) تقريباً، وتقع إحداثيات القلعة بين دائرتي عرض (N16.32292) شمالاً وخطي طول (E42.80760) شرقاً وتتخفض عن مستوى سطح البحر بـ (8 أقدام)، ومن خلال موقع القلعة المذكور تظهر لنا أهميتها الاستراتيجية سواءً في مراقبة الساحل المطل على مدينة ميدي من جهة الغرب أو الدفاع عن المدينة من أي هجوم قد تتعرض له من جهة البحر.

المخطط العام لقلعة الإيدريسي

كان لزحف الرمال دور كبير في إخفاء المعالم الرئيسية للقلعة؛ وخاصة في الجهة الغربية بسبب الرياح القادمة من جهة البحر ولم يعد ظاهراً منها في الوقت الراهن إلا الأجزاء السفلية لثلاثة أبراج: اثنان منهما يمثلان أبراجاً ركنية، وكان لإنشاء المركز الحكومي الإداري (الحديث) لمديرية ميدي دور رئيسي في إزالة الجدران الملتصقة به وخاصة الشمالي الذي تعرض للإزالة المتعمدة باستخدام آلات الجرف.

أنشئت قلعة الإدريسي في موقع رملي منبسط واستخدمت في بنائها قطع الآجر وعجينة الرمل ومادة الجص، ويتخذ مخططها الأفقي شكلاً مستطيلاً يبلغ أقصى امتداد له من الشمال إلى الجنوب نحو (64.15م) ومن الشرق إلى الغرب بنحو (59م)، وهو يضم سوراً دفاعياً تبقى من سمك جداره الشرقي نحو (65سم)، ويدعم السور ثلاثة أبراج: الأول يقع في الركن الجنوبي الشرقي (ل:295) والثاني في الركن الجنوبي الغربي، أما البرج الثالث فيقع في مكان متوسط تقريبا من الجهة الشرقية للقلعة وهو ذو شكل مسندير تبقى من ارتفاعه نحو 2.42م.

ويبدو أن هذا الأخير كان يمثل أحد أبراج بوابة القلعة لأن موقعه يتوسط الواجهة الشرقية للقلعة، حيث أن القلاع موضوع الدراسة التي تضمنت بوابات يكتنفها برجان دفاعيان تتجه نحو مدنها ومنها على سبيل المثال قلعة الضحي بمدينة الضحي وقلعة دار الحكومة بمدينة باجل.

ولأن الواجهة الغربية هي المقابلة لشاطئ البحر فمن المؤكد أن بوابة القلعة لم تكن تتجه نحوها؛ وذلك من أجل تحقيق الجانب الأمني، كما أن وجود دعامة مركزية تتوسط هذا البرج تم بناءها بواسطة قطع الحجارة يدعونا إلى القول بأن السلم الصاعد كان يلتف حولها، وعلى الرغم من عدم وجود بقايا برج ثان للبوابة المفترضة يمكن تفسير ذلك بعملية التجريف التي تعرضت لها جدران القلعة بواسطة آلات البناء إضافة إلى زحف الرمال المتسارع الذي عمل على إخفاء أساسات الجانب الشمالي من الواجهة الشرقية في القلعة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: