تقع قلعة الزريب شرق مدينة الوجه حوالي 8كم، في وادي الزريب وهو واد فسيح، تتوزع في جنباته شجريات الأراك والسدر، والطلح، وقد بنيت القلعة في سفح أحد جبال الوادي، استخدم في بناء القلعة الحجر الرملي سهل النحت المجلوب من المحاجر المنتشرة في المنطقة، واستخدم في تسقيفها جذوع أشجار الأثل والدوم المنتشرة في الوادي، وجلب الجبس المستخدم في لصق الأحجار من جزيرة ميديان عرب المراكب الواقعة في خليج العقبة، أما المياه فجلبت من الآبار العديدة التي في الوادي.
تأسيس قلعة الزريب ولوحتها التأسيسية
يرى الأستاذ الدكتور علي غبان أن القلعة أنشئت عام 1026هجري، بناء على قراراته لنص اللوحة التأسيسية، بينما يرى الأستاذ الدكتور هشام عجيمي أن القلعة أنشئت قبل ذلك في عام 968هجري، والعام 1115هجري تم فيه ترميم القلعة بناء على قراءته لنص اللوحة التأسيسية وأورد لذلك عدة مبررات، منها:
- في هذه السنة 968 هجري، كان للسلطان العثماني سليمان القانوني عدة أعمال حربية، أهمها إنشاء قلعة المويلح وقلعة العريش، ولا يستبعد أن يكون قد أمر بإنشاء قلعة في الوجه تكون مركزا لخدمة الحاج المصري بعد خراب قلعة الأزنم.
- ما أثبتته دفاتر مصروفات القلعة الحجازية ومن ضمنها قلعة الزريب، أنه بلغ مجموع رواتب موظفيها سنة 1004 هجري مما يعني أن القلعة موجودة قبل 1026هجري.
وصف عام لقلعة الزريب
هي قلعة عثمانية بهية المنظر ذات لون مصفر، تأخذ الشكل المائل للاستطالة ؛ حيث يتساوى كل ضلعين متقابلين في الطول من الخارج، فطول ضلعها الشرقي والغربي 30.55 م، بينما الشمالي والجنوبي 30.51 م وقد زودت تلك الجدران بمزاغل.
ويقع مدخل القلعة في الضلع الغربي، وفي أركان القلعة أربعة أبراج تأخذ شكل ثالثة أرباع الدائرة، وكل برج مزود بفتحات المدافع، تستند مجموعة كبيرة من الحجرات المستخدمة في الإدارة والمبيت على أسوار القلعة تفتح على فناء القلعة الفسيح، في جدار القلعة الجنوبي حجرة فيها تجويف في جهة القبلة، يدل على أنه محراب، فالغرفة كانت تستعمل كمصلى.
احتوت القلعة على أبراج عديدة ذات أشكال متنوعة استخدمت للزيادة تحصين القلعة، حيث احتوت تلك الأبراج على فتحات للرماية وشرفات.