تقع قلعة الدولة في الجانب الغربي من مدينة ميدي عند الإحداثيات (E42.80913) شرقاً و(N16.32127) شمالاً وترتفع عن مستوى سطح البحر ب (22 قدم)، وكانت القلعة في الفترة الأخيرة من حكم العثمانيين الثاني لليمن أحد المواقع العسكرية القريبة من ساحل البحر الأحمر وظلت مركزاً إدارياً وعسكرياً لمدينة ميدي والقرى التابعة لها إلى أن تم إنشاء مبنى حكومي حديث، حيث تم الاستغناء عنها وحينها تعرضت للتهدم.
الوضع المعماري الراهن لبقايا قلعة القشلة
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تهدم قلعة الدولة (القشلة) بميدي ومن أبرزها التخريب المتعمد من قبل الساكنة وكذلك العوامل الطبيعية وأهمها زحف الرمال بشكل متسارع، مما أدى إلى اختفاء الكثير من معالم القلعة تحت أكوام الرمال وخاصة في الجهة الغربية؛ ولذا لم نستطع وضع مخطط نهائي لهذه القلعة.
يقع مدخل القلعة في الجهة الشمالية والى جانبه توجد بقايا برج ذي شكل دائري وما تزال بعض الفتحات الضيقة (المزاغل) – التي كانت تستخدم للرماية بالبنادق – ظاهرة على جداره، وتضم القلعة في الوقت الراهن العديد من الجدران وهي لوحدات معمارية تتوزع حول فنائين واسعين مكشوفين، حيث تطل الطوابق السفلية عليهما بواسطة فتحات واسعة ذات عقود دائرية ومدببة.
يلاحظ على هيكل البناء المتبقي من القلعة الارتباك المعماري في بناء الجدران، حيث نجد أن كثيراً منها استخدمت في أسلوب بنائها صفوفاً من الحجارة الجيرية تليها صفوف من الآجر ثم من الحجارة مرة أخرى، وهذا الأمر لم يعهد في أساليب البناء المعروفة ويدل على تعرض القلعة للعديد من التعديلات والإضافات ولذلك جاء مخطط القلعة أكثر تعقيداً وغير واضح، كما تلاحظ على البقايا المعمارية في هذه القلعة غلبة طابع العمارة المدنية، وهذا يبين لنا أن المرحلة الأخيرة من استخدام القلعة كان لأغراض مدنية أكثر منها عسكرية
تاريخ قلعة القشلة
أثناء الحرب الإيطالية العثمانية قام الأسطول الإيطالي المرابط في ساحل البحر الأحمر عام (1330ه/ 1911م) بضرب المواقع العثمانية في مدينة ميدي، وكان أبرزها قلعة الدولة (القشلة)؛ مما جعل القوات العثمانية تنسحب من المدينة وتتراجع إلى منطقة الجبال فدخلها الطليان ثم خرجوا منها.