سمات قلعة تاروت في السعودية:
قد وصلنا من القلاع الأثرية التي شيدت في هذه المنطقة قلعتان أثريتان في واحة القطيف إحداهما في تاروت شيدها البرتغاليون في القرن السابع عشر، وهي في بنائها تعكس سمات البيئة المحلية في الواحة، مثل قلة استعمال الحجر والحصى المحروق مع استعمال الطين كمادة لاصقة، وكذلك كسوة الكتل المعمارية من الخارج به والقعرة تشرف على الخليج، وهي عبارة عن سور شيد بذات الهيئة التضاريسية للأرض، فهو يسير وفقاً لانبساط أو ارتفاع الأرض فيبدو مرتفعاً من جهة ومنخفضاً من جهة أخرى.
وهذا السور العظيم قد دُعم بالأبراج الدائرية التي تهدمت أجزاء منها، وكذلك الأسوار الواصلة بينها، وتظهر في هذه الأبراج والأسوار بعض الفتحات الدائرية التي استعملت لإطلاق نيران المدافع أو البنادق، ويبدو أن هذه الأبراج قد شيدت له قاعدة مرتفعة مصمته بهيئة مخروطية مستدقة لأعلى؛ وذلك نظراً لطبيعة الأرض التي تأخذ هيئة الانبساط في موقع قاعدة البرج، ثم ترتفع بعد ذلك فتم تشييد هذه القاعدة لتوازي الأرض المرتفعه التي تعلوها، وفوق هذه القاعده تم تشييد الجزء الثاني للبرج الذي يقف به الجنود لحماية الجزيرة من الأخطار القادمة عن طريق الخليج ينتهي البرج بدورة الجنود.
خصائص قلعة التاروت في السعودية:
وفيما عدا ذلك لا نعرف على وجه الدقة والتخطيط الذي كانت عليه القلعة من الداخل، وماذا كانت تضم من عناصر معمارية، والمعروف عن القلاع البرتغالية أنها كانت عبارة عن أسوار تحيط بمساحات مكشوفة أقيمت عليها معاقل مربعة لوضع المدافع فوقها مع وجود مبان صغيرة لإقامة الحامية البرتغالية.
غير أن هذه القلعة والمعروفة باسم قلعة تاروت البرتغالية لا يتحقق بها مثل هذه السمات، فهي عبارة عن أسوار بينها أبراج دائرية تتشابه مع أبراج قلعة عبد الوهاب بدارين، والثابت تشييدها في 1875 ميلادي مما يشير إلى تجديدها في العصر العثماني، مع ظهور بعض السمات التي شاعت في البيئة المحلية، وكذلك فإن القلعة تتشابه مع القلاع الأخرى التي شيدت في المنطقة الجنوبية بالمملكة والتي شيدت فيها الأبراج بهيئة اسطوانية، كما في قلعة شعار بعسير مع تميز هذه الأبراج باشتمالها على عنصر الشرفات.