يقع مجمع قلعة لاهنيك فوق مصب نهر لان في نهر الراين وينقل إطلالة كلاسيكية على قلعة الراين الرومانسية من خلال مزيج من الهندسة المعمارية الذي يرجع للعصور الوسطى مع التوسع القوطي الجديد في القرن التاسع عشر. حيث أن المساحة الداخلية مع الكنيسة الصغيرة وقاعة الفرسان واللوحات القيمة والأثاث تستحق المشاهدة، والقلعة مملوكة للقطاع الخاص.
التعريف بقلعة لاهنيك
تم بناء القلعة عند التقاء نهري لاهنيك والراين من قِبل سيغفريد الثالث من إبشتاين من أجل حماية مدينة أوبرلنشتاين ومنجم الفضة القريب. حيث أنه في السنوات اللاحقة، أصبحت القلعة مكانًا للعديد من المعارك والصراعات السياسية. كما اقتحم الملك ألبرت الأول ملك هابسبورغ القلعة بعد أن شارك فريدريك شيلينج من لاهنشتاين الذي احتل القلعة في مؤامرة ضد ألبرت. ونجحت قوات ألبرت في اقتحام القلعة وتم إعدام شيلينغ في القلعة لدوره في المؤامرة.
شهدت قلعة لاهنيك العديد من الأحداث البارزة التي أدّت إلى حكاية مثيرة للاهتمام بما في ذلك العديد من الحروب والاضطرابات السياسية والموت المأساوي. وحتى أن القلعة ألهمت الشاعر الألماني يوهان فولفغانغ جوته. كما أنه هناك حدث آخر جدير بالملاحظة هو قتل آخر الفرسان. حيث أنه عندما طالب البابا كليمنت الخامس بحل الفرسان، بينما آخر 12 فرسان الهيكل تحصنوا داخل حدود برج لانك. وجميعهم لقوا مصرعهم في معركة يائسة ضد القوات الساحقة لرئيس أساقفة ماينز بيتر من أسبيلت.
تعرضت القلعة للهجوم فيما بعد وتركت في حالة خراب نسبي من قبل القوات السويدية والإمبراطورية المارة. كما تحمل (Burg Lahneck) أيضًا ملاحظة ذات أهمية أدبية حيث كان مصدر إلهام لقصيدة يوهان فولفغانغ جوته، (Geistesgruß) أو (Ghost Greetings). بحيث يقال إن غوته شعر بالحاجة إلى كتابة القصيدة بعد أن اكتشف القلعة أثناء رحلاته على طول نهر لان. ومع ذلك، فإنّ قصيدة جوته ليست هي الحدث الوحيد المتعلق بالقلعة الذي يتم تذكره كتابةً.
تم بناء القلعة وكانت بمثابة القاعدة الشمالية لناخبة ماينز، بينما نظرًا لموقعها، كانت القلعة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، حيث شكلت نقطة وسيطة بين ناخبي ماينز وكولونيا، وعملت على حماية مناجم الفضة المجاورة. بينما خلال حرب الثلاثين عامًا، تعرضت قلعة لاهنشتاين للسرقة وتضررت بشدة. ونتيجة لعدة عمليات نهب، فقدت القلعة أهمية متزايدة. كما في سياق حرب الخلافة في بالاتينات، تم إحراقها أخيرًا من قبل القوات الفرنسية. بحيث سقطت بقاياها في خراب غريب وألهمت يوهان فولفجانج جوته لكتابة قصيدته تحية الشبح.
تم تعزيز القلعة بجدارين خارجيين لديتر من (Isenburg) بعد عداء أساقفة ماينز مع الكونت (Adolph of Nassau). حيث أنه في حرب الثلاثين عامًا، عانت القلعة بشدة من القوات السويدية والإمبراطورية، وكانت القلعة تفقد دورها المهم.
قام رجل الأعمال في السكك الحديدية الاسكتلندي إدوارد موريارتي بتوسيع المبنى على الطراز القوطي الجديد، ومنذ ذلك الحين ظلت القلعة مملوكة ملكية خاصة، حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، جرت إجراءات الترميم والتوسيع مرارًا وتكرارًا. ومن بين أمور أخرى، تم استبدال الأسطح المسطحة بأسقف مائلة. حيث أن مالكها الأخير والحالي هو عائلة ميشكي. بينما القلعة مفتوحة للزوار بين أبريل وأكتوبر. والمناطق الداخلية الثمينة وأراضي القلعة الرائعة تستحق الزيارة.
وتعتبر قلعة لاهنيك المركزية ذات الشكل الخماسي نادرة بالنسبة للقلاع الألمانية ويبلغ ارتفاعها أكثر من 30 مترًا. كما تتكون (Burg Lahneck) من جدران خارجية ضخمة من حيث الارتفاع والسماكة، ممّا يوفر الحماية للفناء الداخلي. بحيث تشمل العناصر الأساسية للقلعة الكنيسة الصغيرة، والحراسة، والمباني السكنية، وجدار الدرع الداخلي بأبراج الزاوية. بينما لا يُسمح بزيارة الأجزاء الداخلية من (Burg Lahneck) إلّا من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين والتي تستغرق حوالي 40 دقيقة.
يمكن مشاهدة الدروع القديمة والأسلحة والأثاث العتيق في قاعة الفرسان. حيث أن نسيج جدار (Gobelin) الأصلي ملفت للنظر بشكل ملحوظ. وميزة خاصة هي ما يسمّى بجولات المغامرة، حيث يمكن للزوار زيارة قلعة لاهنك على ضوء الشموع. علاوة على ذلك، يوجد مطعم خارج أسوار القلعة خلف البوابة الغربية مباشرة. كما يمكن للزوار الذهاب إلى أعلى المبنى لتجربة مناظر خلابة لنهر الراين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن رؤية (Schloss Stolzenfels) على الضفة المقابلة لنهر الراين. كما يمكن زيارة (Burgh Lahneck) بدقة في غضون ساعتين. ويقع (Marksburg) في مكان قريب عبر (B42) على بعد أميال قليلة من (Lahneck) وبالتأكيد يستحق الزيارة لمحبي القلعة.