كيفية تصنيع العين الاصطناعية

اقرأ في هذا المقال


العين الاصطناعية هي بديل للعين الطبيعية المفقودة بسبب الإصابة أو المرض، على الرغم من أنّ البديل لا يمكن أن يوفر البصر إلا أنه يملأ تجويف العين ويعمل كتعزيز تجميلي، قبل توفر العيون الاصطناعية كان الشخص الذي فقد عينه يرتدي عادة رقعة، يمكن ربط العين الاصطناعية بالعضلات الموجودة في التجويف لتوفير حركة العين، اليوم معظم العيون الصناعية مصنوعة من البلاستيك ويبلغ متوسط ​​عمرها حوالي 10 سنوات.

مواد أولية لصناعة العين الاصطناعية:

تم استخدام العديد من المواد مثل العظام والإسفنج والدهون والمعادن الثمينة في عمليات الزرع قديماً، خلال الحرب العالمية الثانية لم تكن العيون الزجاجية من ألمانيا متوفرة، وبالتالي كان على الولايات المتحدة أن تجد مادة بديلة، في عام 1943 صنع الأمريكان أول عين اصطناعية بلاستيكية، تمتاز هذه المادة بأنها غير قابلة للكسر بالإضافة إلى كونها مرنة، على الرغم من أنّ هذه البدلة البلاستيكية كانت مناسبة للانطباع، إلا أن السطح الخلفي لم يكن مصقول بالكامل، مما أدى إلى تهيج محجر العين لعدم ملاءمته.

البلاستيك هو المادة الأساسية التي تتكون منها العين الاصطناعية، يتم استخدام شمع وجبص بورد لصنع القوالب ويتم استخدام مسحوق أبيض يسمى الجينات في عملية التشكيل، تُستخدم الدهانات ومواد التزيين الأخرى لإضافة ميزات تشبه الحياة إلى الطرف الاصطناعي.

بالنسبة للزرع الحيوي يقوم الجراح بعمل شق حول القزحية ثم يزيل محتويات مقلة العين، يتم بعد ذلك وضع كرة مصنوعة من مادة خاملة مثل البلاستيك أو الزجاج أو السيليكون داخل مقلة العين ويتم إغلاق الجرح.

كيفية تصنيع العين الاصطناعية:

هناك نوعان من الأطراف الاصطناعية، حيث يتم تركيب نوع الغلاف الرقيق على عين عمياء مشوهة أو فوق عين تمت إزالتها جزئياً للتو، ويتم إجراء نوع الانطباع المعدل الكامل لأولئك الذين أزيلوا مقل العيون تماماً، يتم تفقد حالة التجويف ويتم قياس الأبعاد الأفقية والرأسية ومحيط المقبس، ويتم تحديد زر قزحية (مصنوع من قضيب بلاستيكي باستخدام مخرطة) لمطابقة قطر قزحية المريض.

عادة تتراوح أقطار القزحية من (0.4-0.52 بوصة (10-13 ملم) ويتم رسم القزحية على الجانب الخلفي المسطح من الزر ويتم فحصها مقابل قزحية المريض ببساطة عن طريق عكس الأزرار بحيث يمكن رؤية اللون من خلال القبة البلاستيكية، عند الانتهاء من اللون تتم زالة المطابقة مما يمنع تقلص محجر العين، بعد ذلك تقوم اليد العينية بنحت غلاف من الشمع، يحتوي هذا الغلاف على زر قزحية من الألمنيوم مدمج فيه يكرر زر القزحية المطلي.

يتم تركيب غلاف الشمع في تجويف المريض بحيث يتطابق مع المحيط غير المنتظم للمقبس، قد يتعين إعادة إدخال الغلاف عدة مرات حتى يتم محاذاة زر قزحية الألمنيوم مع عين المريض المتبقية، بمجرد تركيبها بشكل صحيح يتم عمل فتحتين تنفيس في غلاف الشمع، يتم تكوين الانطباع باستخدام الألجينات وهي مسحوق أبيض يخلط مع الماء لتشكيل كريم والذي يستخدمه أطباء الأسنان لتكوين انطباعات عن اللثة.

بعد الخلط يوضع الكريم على الجانب الخلفي لقشرة التشكيل ويتم إدخال القشرة في التجويف، الجينات الهلامية في حوالي دقيقتين تكرر بدقة تجويف العين الفردي، وتتم إزالة قشرة الشمع مع الجينات، بالنسبة للزراعة التقليدية تُزال مقلة العين عن طريق قطع العضلات المتصلة بالصلبة ثم يقطع الجراح العصب البصري ويزيل العين من التجويف، ثم يتم وضع الغرسة في التجويف لاستعادة الحجم المفقود ومنح العين الاصطناعية بعض الحركة ويتم إغلاق الجرح.

بالنسبة لقالب جبس من باريس مصنوع من قالب محجر عين المريض، بعد تصلب الجص تتم إزالة قالب الشمع والألجينات والتخلص منها وترك زر قزحية الألمنيوم ثقب في قالب الجبس يوضع فيه زر القزحية المطلي، يتم بعد ذلك وضع البلاستيك الأبيض في القالب، ويتم وضع نصفي القالب معاً مرة أخرى ثم يتم وضعهما تحت الضغط وإغراقهما في الماء المغلي، هذا يقلل من درجة حرارة الماء وبالتالي يتم معالجة البلاستيك تحت الضغط لمدة 23 دقيقة، ثم يتم إزالة الجبيرة من الماء وتبريدها.

بعد تصلب البلاستيك على شكل القالب باستخدام زر القزحية المطلي في المكان المناسب، يتم إزالة حوالي 0.5 مم من البلاستيك من السطح الأمامي للطرف الاصطناعي، كما يتم وضع البلاستيك الأبيض الذي يتداخل مع زر القزحية بشكل متساوي حول حافة الزر، هذا يحاكي كيف تتداخل صلبة العين الحية قليلاً مع القزحية، يتم تلوين الصلبة باستخدام الدهانات والطباشير وأقلام الرصاص والخيط الملون وشراب بلاستيكي سائل لتتناسب مع عين المريض المتبقية.

يمكن أيضاً إجراء أي تعديلات ضرورية على لون قزحية العين في هذه المرحلة ثم يتم إعادة الطرف الاصطناعي إلى الجبيرة ويتم وضع البلاستيك الشفاف في النصف الأمامي من الجبيرة، ويتم ربط النصفين مرة أخرى ووضعهما تحت الضغط وإعادتهما إلى الماء الساخن.

وقت المعالجة النهائي حوالي 30 دقيقة ثم يتم إزالة الجبيرة وتبريدها وإزالة الطرف الاصطناعي النهائي، الخطوة الأخيرة هي طحن وتلميع الطرف الاصطناعي للحصول على لمعان عالي، هذا التلميع النهائي ضروري لتوفير الراحة القصوى للمريض.

مراقبة الجودة:

في عام 1957 تم إنشاء الجمعية الأمريكية لأخصائيي العيون (ASO) لرفع المعايير وتوفير التعليم لأخصائي العيون، في عام 1971 بدأت ASO في اعتماد أطباء العيون، أولئك الذين لديهم بالفعل ممارسات راسخة يتم اعتمادهم تلقائياً، كان على الآخرين إكمال تدريب مهني مدته خمس سنوات تحت الإشراف المباشر لطبيب عيون معتمد سابقاً وإكمال 750 ساعة معتمدة من التعليمات ذات الصلة المعتمدة من قبل ASO.

في عام 1980 أنشأت اللجنة الوطنية لوكالات التصديق الصحي (NCHCA) منظمة اختبار مستقلة لأخصائيي العيون تسمى مجلس الفحص الوطني لأخصائيي العيون (NEBO)، في نوفمبر من عام 1981 أدار NEBO أول امتحان تصديق للمجالس الوطنية.

كما ستستمر التحسينات في العين الاصطناعية والتي ستفيد كل من المريض وطبيب العيون، حدثت عدة تطورات بالفعل في السنوات الأخيرة وتم اختراع طرف اصطناعي به حدقتان مختلفتان الحجم يمكن لمرتديه تغييرهما في أوائل الثمانينيات، في نفس الفترة تم تطوير عدسة لاصقة ناعمة ذات حدقة سوداء كبيرة توضع ببساطة على قرنية العين الاصطناعية.

في عام 1989 تم إطلاق غرسة حاصلة على براءة اختراع تسمى (Bioeye) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، اليوم استفاد أكثر من 25000 شخص في جميع أنحاء العالم من هذا التطور المصنوع من مادة هيدروكسيباتيت، وهي مادة تم تحويلها من مرجان المحيطات ولها بنية مسامية وبنية كيميائية للعظام، بالإضافة إلى حركة العين الطبيعية، فقد قلل هذا النوع من الزرع الهجرة والبثق ويمنع تدلي الجفن السفلي عن طريق دعم العين الاصطناعية عبر وصلة ربط.

مع التقدم في الكمبيوتر والإلكترونيات وتكنولوجيا الهندسة الطبية الحيوية قد يكون من الممكن يوماً ما الحصول على عين اصطناعية يمكنها توفير البصر، يجري العمل بالفعل لتحقيق هذا الهدف بناءً على الإلكترونيات الدقيقة المتقدمة وتقنيات التعرف على الصور المتطورة، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل أن تبدو العين الاصطناعية وترى تماماً مثل العين الطبيعية.

إلا أن شركة كندية تطور عين اصطناعية سيتم توصيلها إما بالعصب البصري أو مباشرة بالقشرة البصرية، تتكون هذه العين من عدسة منك المطاط يمكنها تغيير التركيز ونظام معالجة ألوان عالي الدقة ومستقبلات ضوئية مجهرية تستشعر وجود الأشياء وتلتقط الحركة.


شارك المقالة: