الورق من المواد الرقيقة التي يتم تصنيعها عادة من لب السليلوز المشتق من الخشب ومواد أخرى مثل القطن أو الأرز أو قش القمح لأغراض الكتابة والطباعة والتغليف، يتكون الورق سواء تم إنتاجه في المصنع الحديث أو بالطرق اليدوية من ألياف متصلة، لطالما أدى استخدام القماش في هذه العملية إلى إنتاج ورق عالي الجودة، اليوم تخلق نسبة كبيرة من ألياف القطن والكتان في العديد من الأوراق الممتازة للاستخدامات الخاصة مثل ورق دعوة الزفاف والورق الخاص لرسومات القلم والحبر.
تاريخ صناعة الورق:
صنع الصينيون الورق في القرن الثاني بواسطة مسؤول يعمل في البلاط الصيني يُدعى كاي لون، حيث كانت ورقته مصنوعة من مواد مختلفة مثل: لحاء الشجر وشباك السمك القديمة وقد مر 500 عام قبل أن يكتسب اليابانيون معرفة الطريقة، كما عرفت صناعة الورق في العالم الإسلامي منذ نهاية القرن الثامن الميلادي.
في النهاية انتقلت المعرفة بصناعة الورق إلى الغرب، وتم إنشاء أول مصنع خاص بصناعة الورق الأوروبي في جاتيفا بإسبانيا عام 1150م، وبحلول نهاية القرن الخامس عشر تم بناء العديد من مصانع الورق في ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وفي نهاية القرن السادس عشر كان الورق يُصنع في جميع أنحاء أوروبا.
كيفية تصنيع الورق:
صنع اللب:
تُستخدم عدة عمليات بشكل شائع لتحويل جذوع الأشجار إلى عجينة الخشب، في العملية الميكانيكية يتم وضع جذوع الأشجار أولاً في براميل للتخلص من اللحاء، ثم يتم إرسال الكتل إلى المطاحن، والتي تقسم الخشب إلى عجينة بالضغط عليه بين ألواح دوارة ضخمة، يتم ترشيح اللب لإزالة الأجسام الغريبة، في العملية الكيميائية يتم طهي رقائق الخشب من جذوع الأشجار منزوعة اللحاء في محلول كيميائي، ثم يتم ذلك في أحواض ضخمة تسمى الهضم وإدخال الرقائق في جهاز الهضم، ثم يتم غليها عند ضغط عالي في محلول هيدروكسيد الصوديوم وكبريتيد الصوديوم.
تذوب الرقائق في اللب في المحلول، بعد ذلك يتم إرسال اللب من خلال المرشحات، كما يمكن إضافة مادة التبييض في هذه المرحلة أو التلوين، وبعد ذلك يتم إرسال اللب إلى مصنع الورق.
ضرب الورق:
يتعرض اللب بعد ذلك لعملية سحق وعصر، والتي تسمى ضرب الورق، يتم الضرب داخل حوض كبير ويتعرض اللب لتأثير المضارب الآلية، في هذه المرحلة يمكن إضافة العديد من المواد المختلفة مثل الطين أو المواد الكيميائية مثل أكسيد التيتانيوم، ستؤثر هذه الإضافات على التعتيم والصفات الأخرى للمنتج النهائي، يتم إضافة الأحجام أيضاً في هذه المرحلة، ويؤثر التحجيم على طريقة تفاعل الورق مع الأحبار المختلفة، بدون أي تحجيم على الإطلاق سيكون الورق شديد الامتصاص في معظم الاستخدامات باستثناء آلة النشاف المكتبية.
يجعل التحجيم مثل النشا الورق مقاوماً للحبر المائي (الأحبار توضع في الواقع أعلى ورقة)، ويوجد مجموعة متنوعة من الأحجام، حسب الاستخدام النهائي للورق يتطلب الورق الذي سيتلقى تصميماً مطبوعاً مثل تغليف الهدايا صيغة معينة للقياس تجعل الورق يقبل الطباعة بشكل صحيح.
لب الورق:
من أجل تحويل اللب أخيراً إلى ورق يتم تغذية اللب أو ضخه في آلات آلية عملاقة، أحد الأنواع الشائعة هي آلة (Fourdrinier) والتي تم اختراعها في إنجلترا عام 1807، يتم إدخال اللب في آلة (Fourdrinier) على حزام متحرك من غربلة شبكية دقيقة. يتم ضغط اللب من خلال سلسلة من البكرات، بينما تقوم أجهزة الشفط الموجودة أسفل الحزام بتصريف المياه، إذا كان نوع الورقة مائي فيوجد جهاز خاص يسمى (dandy) يتحرك خلال ورقة اللب.
ينتقل الورق بعد ذلك إلى قسم المكبس بالماكينة، حيث يتم ضغطه بين بكرات لباد الصوف وتمر الورقة بعد ذلك عبر سلسلة من الأسطوانات التي يتم تسخينها بالبخار لإزالة الماء المتبقي، قد تحتوي الآلة الكبيرة على 40 إلى 70 أسطوانة تجفيف.
التشطيب:
أخيراً يتم لف الورق المجفف على بكرات كبيرة؛ حيث ستتم معالجته اعتماداً على استخدامه النهائي، ثم يتم تنعيم الورق وضغطه بشكل أكبر عن طريق المرور عبر بكرات معدنية تسمى التقويمات، يمكن إضفاء لمسة نهائية معينة سواء كانت ناعمة وباهتة أو صلبة ولامعة من خلال التقويمات، يمكن الانتهاء من الورق بشكل أكبر عن طريق تمريره عبر وعاء من مادة التحجيم، قد تتلقى أيضاً طلاءً، إما يتم دهنه بالفرشاة أو دحرجته، يضيف الطلاء مواداً كيميائية أو أصباغاً إلى سطح الورق، ممّا يكمل الأحجام والمواد المالئة من وقت مبكر في العملية.
غالباً ما يستخدم الطين الناعم كطلاء، قد تكون الورقة بعد ذلك فائقة الترقق؛ أي يتم تشغيلها من خلال بكرات تقويم ناعمة للغاية، في النهاية يتم قص الورق بالحجم المطلوب.