العوامل التي تؤدي إلى حدوث حوادث الطائرة على المدرج

اقرأ في هذا المقال


لماذا تحدث حوادث الطائرات على المدرج وكيف يمكن منعها؟ تعتبر الحوادث المتعلقة برحلات المدرج أكثر شيوعًا مما يعتقد عادةً، وهناك العديد من الأسباب لذلك مثل: خطأ الطيار وطول المدرج غير المناسب وفشل في المحرك بعد الإقلاع مباشرة أو بسبب الظروف الجوية وغيرها.

ما هي حوادث الطائرات التي تحدث على المدرج

تتضمن حوادث المدرج خروج الطائرة من نهاية أو جانب سطح المدرج، ويمكن أن تحدث أثناء الإقلاع والهبوط، وهناك نوعان رئيسيان من الحوادث على المدرج وهي كالتالي بسبب:

  • الانحراف بعيدًا (Veer-Off): وهو حادث على المدرج تنحرف فيه طائرة على جانب المدرج.
  • التجاوز (Overrun): حادث على المدرج تغادر فيه الطائرة من نهاية المدرج.

ويُظهر تقرير السلامة الصادر عن منظمة الطيران المدني الدولي لعام 2021 أنه في عام 2020، وقعت تسعة حوادث بسبب الانحراف على المدارج التي أدت إلى مقتل 24 شخصًا، و 77 إصابة خطيرة، وست حالات من الأضرار الجسيمة التي لحقت بالطائرة.

ما هي العوامل التي تؤدي إلى حوادث الطائرة على المدرج

أثناء إقلاع الطائرة

هناك عدة عوامل تؤدي إلى الحوادث على المدرج أثناء الإقلاع، وأحد أكثر العوامل شيوعًا الموجودة في العديد من الحوادث المتعلقة بالإقلاع هو استخدام أداء الإقلاع غير الصحيح، وعندما يقلل الطيارون من وزن الطائرة عند الإقلاع، فإن ذلك يمنح الطيارين خيار الإقلاع من نقطة تقاطع المدرج دون استخدام المدرج بالكامل وكلما كانت الطائرة أخف وزناً، قل طول المدرج المطلوب لإقلاع الطائرة.

وهذا يوفر الوقت، ونظرًا لأن الإقلاع من نقطة التقاطع يقلل من إجمالي طول المدرج، وعند تقليل الوزن قد تنزلق الطائرة من المدرج أثناء الإقلاع، ويُزعم أن هذا هو ما حدث لـ (Globus Airlines Boeing 737)، التي عانت من حادث على المدرج في موسكو في عام 2019.

العامل الآخر يشمل الطيارين الذين يحاولون إيقاف الطائرة بسرعة بعد اتخاذ القرار وبعد هذه السرعة، قد تفشل الطائرة في التوقف حتى مع الكبح الكامل، ويحدث هذا في معظم الأحيان بسبب أن هذا القرار سيء، حيث يحاول الطيارون إيقاف الطائرة عند حدوث عطلٍ ما بعد الوصول إلى سرعة (V1).

العامل الأخير هو الأهم، وهذا يحدث للطيارين المتمرسين بشكل جيد، إنه ينطوي على طائرة تعاني من عطل في المحرك في بداية الإقلاع مباشرة، حيث لا يكون التحكم في الدفة فعالًا بما يكفي للتحكم في الطائرة، والنتيجة هي الدفع الناتج عن المحرك المباشر، مما يتسبب في انحراف الطائرة عن المدرج، ولكن يمكن أن تمنع الممارسة والأسلوب المناسب حدوث ذلك.

أثناء هبوط الطائرة

لا تحدث الحوادث على المدرج أثناء عمليات الإنزال بسبب خطأ الطيار فقط، حيث تلعب العوامل البيئية وظروف المدرج وما إلى ذلك دورًا رئيسيًا أيضًا، وتحدث الكثير من الحوادث المتعلقة بالمدرج أثناء الهبوط نتيجة اتباع الطيارين لنهج غير مستقر، وقد يؤدي عدم القدرة على الحفاظ على نهج مستقر على الرغم من أن الطائرة تكون بالسرعة الصحيحة والانزلاق الصحيح والاتجاه الصحيح والمسار العمودي الصحيح وما إلى ذلك، إلى تجاوز المدرج.

وإن السرعة المفرطة في الاقتراب تضع الطائرة في حالة طاقة عالية، الأمر الذي يتطلب من الطيارين استخدام الكبح الثقيل، وقد لا يكون هذا الكبح كافياً، مما يتسبب في مغادرة الطائرة المدرج بعد هبوطها، ويمكن أن يؤدي التعويم المفرط فوق المدرج أيضًا إلى حدوث انحراف على المدرج، لذلك يجب أن يحافظ الطيار على ثبات الطائرة تمامًا أثناء الاقتراب.

ولكن في النهاية، وفي بعض الأحيان، بسبب سوء التقدير يتم وضع الطائرة عن غير قصد في موضع فشل في الهبوط، حيث يحدث بعيدًا عن الحد الذي لا توجد فيه مساحة كافية لإبطاء الطائرة، مما يؤدي إلى حادث على المدرج، وتشمل أخطاء الطيار الشائعة التي تم العثور عليها في مثل هذه الحوادث، إيقاف الطائرة للحصول على لمسة أكثر سلاسة والتباطؤ المتأخر في دفع المحرك.

ويمكن أن يتسبب هبوط الطائرة في رياح خلفية قوية أيضًا في حوادث المدرج، وقد تحدث الكثير من رحلات المدرج أيضًا عندما يستخدم الطيارون ظروف المدرج الخاطئة لحساب أداء الهبوط على سبيل المثال، إذا قام الطيارون بحساب سرعات الهبوط والمسافة لمدرج جاف وكان بالحقيقة رطبًا، فهناك احتمال ألا تكون الطائرة قادرة على التوقف في الوقت المناسب.

كما وتظهر الأبحاث أن غالبية الحوادث ليست ناتجة عن عامل واحد، وعادة ما تكون مزيجًا من العديد من العوامل.

كيف يتم منع الحوادث على المدرج

بالنسبة لكل من عمليات الإقلاع والهبوط، لا شيء يضاهي عمل الإجراءات المناسبة، ولمنع أداء الإقلاع غير الصحيح في نظام إدارة الرحلة، يجب على الطيارين حساب الأداء بشكل مستقل وإجراء مقارنة بين بيانات بعضهم البعض، حيث أن هذا يمنع الخطأ البشري.

ويجب ألا يحاول الطيارون أبدًا إيقاف الطائرة بعد سرعة (V1)، لأن هذا قد يؤدي بسهولة إلى حوادث على المدرج، فالسرعة (V1) يجب أن تقدس دائمًا، وفي حالة حدوث عطل ما بعد الوصول إلى (V1)، يجب أن يحلق الطيارون في الهواء ويحاولون حل المشكلة أثناء الطيران.

في حالة حدوث عطل في المحرك بسرعة منخفضة، يجب على الطيارين إيقاف دفع المحرك على الفور واستخدام الكبح التفاضلي وحركات مناسبة لإبقاء الطائرة على المدرج، وهذا الإجراء يمنع حوادث المدرج، وبالنسبة للهبوط، يجب أن يتبع الطيارون دائمًا نهج مستقر، كما يجب تجنب محاولة الوصول إلى المزيد من الهبوط السلس، لأن هذا يهدر مسافة المدرج المتاحة.

وفي أي وقت يصبح النهج غير مستقر أو إذا تعرضت سلامة الهبوط للخطر، فيجب البدء في الالتفاف، وإذا كانت هناك أي شكوك حول ظروف المدرج، فيجب توقع أسوأ الظروف الممكنة فبهذه الطريقة، حتى لو كانت ظروف المدرج أفضل من الظروف المحسوبة، فلن تكون هناك مشاكل لأن هذا من شأنه فقط تقليل المسافات الفعلية المطلوبة للمدرج.

دور التدريب والصناعة لمنع حوادث الطائرات على المدارج

يعد التدريب جزءًا أساسيًا من منع الحوادث على المدرج وبالتالي، حيث تم تدريب الطيارين على مر السنين على اتباع إجراءات التشغيل القياسية وتعليمهم أهمية تلك الإجراءات، وتم تحسين مناهج التدريب لتشمل سيناريوهات محاكاة الإقلاع والهبوط في المدرج الرطب والملوث لإظهار سلوك الطيار في مثل هذه الظروف وكيفية الرد عليها.

كما تم إيجاد نظام تجاوز المدرج والحماية (ROPS) من إيرباص مبادرة لتحسين وعي الطيار أثناء عمليات الهبوط، والنظام هو جزء من إلكترونيات الطيران التي تستخدم قاعدة بيانات المطار في نظام تحذير الوعي بالتضاريس (TAWS) للعثور على مدرج الهبوط، ثم يستخدم النظام هذه البيانات لحساب مسافة الهبوط المقدرة المطلوبة بناءً على وزن الطائرة والظروف الجوية السائدة.

وإذا وجد النظام أن المدرج قصير جدًا، فإنه يعطي تحذيرًا سمعيًا ومرئيًا للطيار للالتفاف، وبمجرد أن تهبط الطائرة، تنتقل إلى المرحلة الأرضية وتحسب مرة أخرى مسافة المدرج المتبقية، وإذا شعر النظام أن المدرج يقترب من نهايته، فيمكنه إعطاء وسائل شرح مثل “MAX BRAKING” و “MAX REVERSE” إذا لم تكن قيد الاستخدام بالفعل.

ملاحظة: “ROPS” اختصار لـ “Runway Overrun and Protection System”.

ملاحظة: “TAWS” اختصار لـ “Terrain Awareness Warning System”.


شارك المقالة: