مالا تعرفه عن الجامع الأزهر

اقرأ في هذا المقال


من أهم معالم الفاطميين الباقية حتى اليوم هو الجامع الأزهر، الذي يعتبر أول عمل فني معماري أقامه الفاطميون في مصر، ويقع الجامع الأزهر في الجنوب الشرقي من القاهرة في شارع المعز لدين الله، وقد زاد كثير من الخلفاء الفاطميين في بناء المسجد، وأعيد تجديد أجزاء كثيرة منه خلال القرون الماضية، وأضيفت إليه زيادات وإضافات عدة، ممّا جعل معرفة التخطيط الأصلي للجامع من الأمور الصعبة.

سمات الجامع الأزهر:

لا زال الجامع الأزهر يحتفظ ببقية النقوش والكتابات الكوفية المزهرة، والعقود الفارسية المدببة والتي تعد من مميزات العمارة الفاطمية، فإن كل أجزاءه الحالية من عصور متأخرة، بقي الأزهر يشغل المكانة الرفيعة في العالم الإسلامي، فقد كان منار العلم وموئل المتعلمين حتى جاءت الدولة الأيوبية، فقد عمل الأيوبيون على محاربة الشيعة ونشر المذهب السني، ومن ثم أبطلت الخطبة في الجامع الأزهر واكتفى بإقامتها في الجامع الحاكم عملاً بالمذهب الشافعي وظل الحال على ذلك مدة قرون من الزمان حتى العصر المملوكي.
انشئ الجامع الأزهر ليكون مسجداً رسمياً للدولة الفاطمية في حاضرتها الجديدة وقراً لدعوتها الدينية ورمزاً لسيادتها الروحية، أما فكرة الدراسة في الجامع الأزهر فقد كان حدثاً عارضاً.
يعتبر العصر المملوكي العصر الذهبي للأزهر من حيث الإنتاج العملي الممتاز، ومن حيث تبوئه مركز للدعامة، كان الفتح العثماني أقصى ضربة أصابت المدينة الإسلامية، منذ أن قضى التتار على الدولة العباسية في القرن السابع الهجري، فأصاب الأزهر ما أصاب الحياة الفكرية كلها من الانحلال والتدهور، إلا أنه استطاع أن يغدو ملاذاً أخيراً لعلوم الدين والفقه ومعقلاً حصيناً للغة العربية.
ربما كانت هذه الرسالة السامية التي ألقى القدر زمامها إلى الجامع الأزهر في تلك الأوقات العصيبة في حياة مصر والعالم الإسلامي بأسره، وهي أعظم ما أدى الأزهر من رسالة، وأعظم ما وفق لإسدائه لعلوم الدين واللغة خلال تاريخه الطويل الحافل.
تطورت مواد الدراسة في الأزهر، ونبغ في القرون الإسلامية الأولى كثير من العلماء والحكماء والفلاسفة والرياضيين والفلكيين، وظهرت مؤلفات لها قيمة، وكان بمكتبة الأزهر مائة ألف كتاب، منها ستة آلاف بالطب وكانت تحتوي على كرتين سماوتين من الفضة صنعها بلطيموس الفلكي.


شارك المقالة: