كيف تؤثر الأعاصير على حركة الطائرات

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن تسبب الأعاصير اضطرابات تشغيلية كبيرة للركاب وشركات الطيران، بالنسبة لشركات الطيران، تمثل الأعاصير مشكلة كبيرة، حيث تتسبب في إلغاء آلاف الرحلات الجوية وإعادة توجيه مسارها حتى تهب العاصفة وتنتهي.

ما هي الأعاصير

في حين أن الطائرات الحديثة قادرة على التحليق فوق الأعاصير أو حتى من خلالها، إلا أن مخاطر السلامة لا تزال قائمة، وعادة ما توقف شركات الطيران عملياتها في المطارات المتضررة بدلاً من ذلك، سنلقي في هذا المقال نظرة على كيفية تعامل شركات الطيران مع هذه الظواهر الجوية القاسية.

وقبل الحديث عن تأثير الأعاصير على الطائرات، سنقوم بتعريفها بصورةٍ مبسطة حتى يسهل على القارئ فهم هذا المقال، فالأعاصير هي عواصف كبيرة ودوامات تنتج رياحًا سرعتها 119 كيلومترًا في الساعة (74 ميلاً في الساعة) أو أعلى، حيث أن هذه السرعة أعلى من سرعة الفهد والذي يعتبر أسرع حيوان على الأرض، كما يمكن أن تتسبب الرياح الناتجة عن الإعصار في إتلاف المباني والأشجار.

دور الطائرات في التخفيف من آثار العاصفة

من المهم ملاحظة أن الطائرات تلعب دورًا حاسمًا في التخفيف من التأثير الذي يمكن أن تسببه الأعاصير على سبيل المثال، تستخدم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) طائرات مثل (Lockheed WP-3D Orion) (Hurricane Hunter) لإجراء جمع البيانات على ارتفاعات منخفضة، غالبًا ما تطير هذه في قلب الإعصار على ارتفاع يتراوح بين 500 و 10000 قدم، وغالبًا عدة مرات في كل مهمة.

تكمل البيانات الواردة من هذه الطائرات بيانات الأقمار الصناعية المتاحة على الأرض، مما يضمن التنبؤ الدقيق بالأعاصير ومع ذلك، ليست الطائرات المتخصصة والمعدات الأرضية فقط هي التي تساعد في التنبؤ، حيث  أن شركات الطيران التجارية غالبًا ما تجمع معلومات الطقس على طول طرقها.

كما يمكن أن تساعد هذه المعلومات في التنبؤ بحجم الإعصار وسرعته ومساره، خاصةً عندما يقترب أكثر من المسار المخصص للطيران علاوة على ذلك، تأتي التقارير الواردة من الطائرات في المرتبة الثانية بعد الأقمار الصناعية عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالطقس.

عامًا بعد عام، تسبب الأعاصير حالة من الفوضى في جميع أنحاء العالم، في أحد الأعوام الماضية، تبرعت بوينج بمليون دولار للمساعدة في جهود التعافي من الكوارث وجهود الإغاثة في أعقاب إعصار إيدا لذلك، فإن البحث الجاري والإستطلاع لهذه الأعاصير سيثبت أنه مفيد عندما يتعلق الأمر بالتحكم وتقليل الضرر.

لماذا لا تطير الطائرات بوجود الأعاصير

على الرغم من أن الطائرات التجارية من أمثال إيرباص وبوينغ قادرة تمامًا على الطيران فوق إعصار أو حتى عبره، إلا أن معظم شركات الطيران تفضل عدم القيام بذلك، التحليق فوق الإعصار سيكون محفوفًا بالمخاطر بشكل لا يصدق لأي شركة طيران تجارية، وإذا حدث خطأ ما، مثل مشكلة غير متوقعة في المحرك أو حالة طبية طارئة، فإن خيارات الطيارين ستكون محدودة للغاية، حيث سيكون من الممكن حدوث نزول، لكن المطارات المناسبة للهبوط ستكون بعيدة،

في حين أن معظم شركات الطيران التجارية تفضل عدم تعريض نفسها للخطر من خلال محاولة التحليق فوق الإعصار، فإن ذلك لا يمنع الطائرات الخاصة من القيام بالرحلة على سبيل المثال، خلال إعصار دوريان لعام 2019، حلقت طائرة (Sabreliner) من أمريكا الشمالية تتجه مباشرة عبر حافة العاصفة، ومن الواضح أنها حريصة على اتخاذ طريق مختصر إلى وجهتها النهائية.

والأعاصير عادة تحدث بشكل عام فوق المحيط الأطلسي والشمال الشرقي للمحيط الهادئ، وعادة تكون في المنطقة القريبة من الأرض عندما نقول “قريب”، فإننا نعني (20000 – 30000) قدم أو نحو ذلك، في حالة العاصفة المعتدلة وبالتالي، فإن غالبية الاضطراب يحدث على مستوى الأرض وحول العاصفة، ستغلق المطارات ولن تقلع شركات الطيران أو تهبط ولكن فوق العاصفة نفسها، من الممكن أن تطير الطائرات.

في حين أنها قد تكون رحلة وعرة، لن تسقط الطائرة من السماء بمجرد القيام بذلك، سوف تمر معظم الطائرات بأسوأ الأحوال الجوية في غضون لحظات، وتختار شركات النقل التجارية تجنب العواصف، على الرغم من مدى قوة تصميم طائراتها لأن الاقتراب من هذه الأعاصير ليست ممارسة شائعة حيث أنها قد تظل قرارًا محفوفًا بالمخاطر، حيث أنه حالة الأعاصير الشديدة تكون أطول بكثير، وأحيانًا تصل إلى 50000 قدم أو أكثر.

وهذا سيجعل من المستحيل التحليق فوقها في لأي نوع طائرة تجارية، ولكن عندما نفترض ظهور أي مشاكل على الطائرة أثناء وجودها في الهواء، فقد تكون هناك تداعيات هائلة إذا أحاط بها إعصار على سبيل المثال، لن يكون لدى الطاقم العديد من الخيارات إذا كانت هناك مشكلة فنية أو حالة طبية طارئة، حيث يمكن أن يحد مسار الإعصار من الحلول للطيارين.

تأثير الأعاصير على الركاب

بالنسبة للركاب، تعني الأعاصير عادةً رحلات الجوية ملغاة وفقدان الاتصالات وحتى قضاء أيامًا بعيدين عن المنزل، فالولايات المتحدة معرضة بشكل خاص للعواصف الاستوائية، مما يعني أن شركات النقل خصوصًا الجوية تضطر إلى تحديث جداولها باستمرار للتعامل مع تداعيات الطقس.

في أحد الأعوام الماضية، ألغى إعصار إيان أكثر من 2000 رحلة جوية على الساحل الشرقي، حيث تعاملت الولاية مع الفيضانات والخسارة المؤلمة للكثيرين، وقبل ذلك في عام 2021، استمر الإعصاران إيدا وهنري في إحداث فوضى في جداول الرحلات مرة أخرى، مما دفع شركات الطيران إلى تقليص السعة فجأة وإلحاق الضرر بالموثوقية.

والجدير بالذكر أن الاتصال الجوي يصبح أكثر أهمية أثناء الإعصار لتوفير الإمدادات والمساعدات الطارئة، حيث أنه تتعامل مع الشركات عادة طائرات عسكرية متخصصة لذلك، كما قامت شركات الطيران على تكثيف جهود الإغاثة بعد الأعاصير، وشوهد هذا مؤخرًا بعد إعصار إيدا، حيث تبرعت بوينج وشركات الطيران الأمريكية بملايين الدولارات وقدمت تغييرات مجانية في التذاكر للمتضررين.

ومع ذلك، بعد سنوات من التعامل مع الأعاصير، وضعت شركات الطيران الآن بروتوكولات في مكانها الصحيح عند معرفة الطقس القاس، حيث يتم إصدار إعفاءات السفر بسرعة للسماح للمسافرين بإعادة حجز رحلاتهم أو إلغائها دون خسارة نقودهم، تختلف السياسات باختلاف شركة الطيران والمطار المتأثر.

وسيتم طرح مثال على حادثة طيران كان سببها إعصار:

قبل حوالي 70 عامًا، تحطمت طائرة هنتر في إعصار جانيت، حيث قال قسم أبحاث الأعاصير في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إن إعصار جانيت في 26 سبتمبر 1955، كان بالفعل إعصار كبير، وعندما تحركت العاصفة غربًا عبر منطقة البحر الكاريبي في ذلك الصباح، أرسلت البحرية الأمريكية مهمة استطلاع إلى العاصفة لدراسة قوتها.

وكان آخر إرسال للطائرة كان من ارتفاع 700 قدم، حيث كانت سرعة الرياح على مستوى الرحلة في ذلك الوقت 52 ميلاً في الساعة فقط ومن غير المعقول اليوم القيام بمهمة استطلاعية تجريبية على ارتفاعات منخفضة خصوصًا إذا كان إعصارًا من الفئة الرابعة.

ملاحظة: “NOAA” اختصار لـ”National Oceanic and Atmospheric Administration “.


شارك المقالة: