مبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية Office building of ADNOC

اقرأ في هذا المقال


يقع مبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية في أحد أبرز المواقع الحضرية في أبوظبي، وسيخلق معلماً جديداً في المدينة مع توضيح دور أدنوك كواحدة من أكثر شركات البترول نفوذاً وديناميكية في العالم. كما يضيف القرب من فندق قصر الإمارات إلى خصوصية الموقع، حيث يعمل البرج كمنظر أساسي لكبار الشخصيات والمستفيدين في مجمع قصر الإمارات.

التعريف بالمقر الرئيسي لشركة أدنوك

يوضح البساطة الهائلة لأحدث معلم في الإمارات الدور الرئيسي الذي ستلعبه أدنوك في تشكيل مستقبل أبوظبي. ومع غروب الشمس فوق الخليج العربي، يضيء توهج دافئ النوافذ المرتفعة لهيكل جديد صارخ وفريد ​​على طول أفق أبوظبي الشهير. حيث أنه مع هيكل من الجرانيت الباهت يؤطر قلبًا خطيًا أنيقًا من الزجاج العاكس، يستحضر المقر المرتفع لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إحساسًا بالتطور الحديث البسيط الممزوج بملاحظات قوية من القوة والديمومة.

يمثل التصميم المعماري الدور الذي لعبته أدنوك في المجتمع الذي بَنته وسلطاته. حيث أن وضوح التصميم يبرز من التواء وتحول وتكتل عضلي للمباني المحيطة. كما أنها تجسد القيم الأساسية لأدنوك، التي تعتبر ركيزة أساسية لاقتصاد ومجتمع أبوظبي. بينما يقع المقر الرئيسي لشركة بترول أبوظبي الوطنية الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات على الكورنيش، على الجانب الغربي من المدينة، بجوار مبنى السبعينيات الذي حل محله.

البرج المرتفع، الذي يشبه فتاحة زجاجات مكونة من 75 طابقًا، هو تناقض مذهل مع سابقه. حيث قام المهندس المعماري (HOK)، الذي يقود عملية تحديث مطار لاغوارديا، بتصميم المبنى للتعامل مع الحرارة الشديدة لصيف الإمارة. ويغطي الجرانيت الأبيض بيثيل الواجهات الشرقية والغربية لحماية قلب الزجاج، الجانبان الشمالي والجنوبي مزججان بالكامل، على الرغم من أن الأخير، حيث تكون الشمس أكثر كثافة، يتميز بظلال مدمجة تقلل الحرارة داخل المبنى عن طريق تشتيت ضوء الشمس.

تاريخ مبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية

تأسست أدنوك عام 1971 بعد وقت قصير من اكتشاف النفط لأول مرة في الإمارات العربية المتحدة. حيث ارتفعت محطات التصدير على طول الساحل، وتم التوصل إلى اكتشافات ميدانية لاحقة وارتفعت الإيرادات، ممّا أدّى إلى تحول ملحوظ اجتاح البلاد، ممّا أدّى إلى تحولها من مجتمع صغير يعتمد بشكل أساسي على الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وصيد الأسماك إلى مدينة حضرية عالمية.

بدأ إنتاج أول بئر نفط في الإمارات العربية المتحدة، والمعروف باسم مربان -3، في عام 1960 بمعدل أولي يبلغ 3674 برميلًا يوميًا. وبحلول عام 2018، وصل هذا الرقم إلى 3.5 مليون. حيث تعد مجموعة أدنوك واحدة من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، حيث تدير 95 في المائة من احتياطيات النفط الخام في البلاد نيابة عن حكومة أبوظبي.

تم اختياره في عام 2007 من قبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السعادة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من بين ثلاثة مقترحات معمارية تم طرحها للمقر، تم افتتاح المبنى الجديد رسميًا في عام 2016. ويبلغ ارتفاع 75 طابقًا للمقر الرئيسي لشركة أدنوك 342 مترًا ويمكن التقاطها دون عائق من قصر الإمارات الحصري.

الموقع الواسع المخصص للمجمع يمنع الهيكل من التنافس بصريًا مع المباني المجاورة، ولا يقتصر الهيكل الفريد على تأطير المبنى فحسب، بل يبدو أيضًا وكأنه يحوم فوقه، ممّا يخلق نافذة واسعة من السماء المفتوحة ويعطي انطباعًا بوجود مبنى ضخم. كما يرتفع القوس من الخليج العربي. على حساب مجموعة واسعة من الحلول المبتكرة الموفرة للطاقة، حصل المقر الرئيسي لشركة أدنوك على شهادة (LEED) الذهبية وكان مشروعًا تجريبيًا لنظام التصنيف البيئي “استدامة” في الإمارة.

تقلل الأنظمة الميكانيكية عالية الكفاءة من إجمالي استهلاك الطاقة بنسبة 24 في المائة، في حين أن استخدام المياه، وهو مصدر قلق حيوي في المناخ الصحراوي، يتم خفضه بنسبة 40 في المائة، بفضل حلول إعادة التدوير القوية للمياه الرمادية. ولتوفير كفاءة مثالية للطاقة الشمسية، تم تصميم المبنى على شكل متوازي أضلاع يتبع اتجاهه مسار الشمس.

الوجه الشمالي، المطل على الخليج العربي، يتلقى الحد الأدنى من التعرض للشمس بشكل طبيعي ويوفر أقصى إطلالات باستخدام النوافذ الزجاجية. حيث يستخدم الوجه الجنوبي، الذي تكون فيه الأشعة أقوى، جدارًا مزدوجًا من الزجاج المعزول المصقول والظلال الأفقية للتخفيف من أشعة الشمس المباشرة.

تصميم مبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية

يجسد المقر الرئيسي الجديد لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) فلسفة الأقل هو الأكثر، وفقًا لمهندسها، هوك. حيث أن الهيكل الخارجي للبرج المكون من 75 طابقًا مكسو بالجرانيت، ليعكس إحساسًا بالديمومة يعكس روح الشركة، وفقًا لفريق التصميم. وترتفع الجوانب إلى هيكل خالٍ من كتلة المبنى، ممّا يخلق صورة قوس ضخم يرتفع بجوار الخليج العربي.

يوضح المهندسون المعماريون أن الشكل الكلاسيكي البسيط للبرج بمثابة نقطة محورية يمكن التعرف عليها للأشخاص الذين يسافرون من وإلى المدينة. ولتوفير أفضل توجيه شمسي، صمّم (HOK) المقر على شكل متوازي الأضلاع. حيث يواجه الجانب الشمالي من البرج الواجهة البحرية وهو زجاجي بالكامل، ويوفر مناظر شاسعة ويستفيد من ضوء الشمس المباشر المحدود. كما أن الجانب الجنوبي، حيث يكون ضوء الشمس أقوى، يدمج الزجاج المصنوع بدقة مع ظلال الشمس.

تحمي كسوة الجانبين الشرقي والغربي بشاشات من الجرانيت قلب الزجاج المكون من 65 طابقًا من أشعة الشمس القاسية. حيث تساعد هذه الاستراتيجيات، جنبًا إلى جنب مع أنظمة البناء الفعالة، في تحقيق معايير شهادة (LEED) الذهبية. بينما يستجيب شكل بصمة المبنى لمسار الشمس. والجانب الأقرب للخليج العربي يواجه الشمال، ممّا يوفر الحد الأدنى من اكتساب الحرارة وإطلالات خالية من العوائق للمياه من خلال ألواح زجاجية شفافة.

تقع الأعمدة على بعد 6 أمتار تقريبًا من المحيط الشمالي، ممّا يسمح للهيكل بأن يكون ناتئًا من هذا الجانب وخلق مساحة داخلية غير مثقلة تمامًا. كما أن الجانب الجنوبي من المبنى مغطى بجدار مزدوج من الزجاج المعزول والمسامي، مع مظلات أفقية للشمس تخفف أشعة الشمس المباشرة. حيث يعزز نظام الإضاءة (LED) في هذا الجزء الخارجي من وجود البرج في الليل. ويمكن برمجة شاشة الإضاءة لتغيير اللون والأنماط والشدة للاحتفال بالعطلات أو للمناسبات الخاصة.

تم تغليف جوانب المبنى المواجهة للشرق والغرب بجرانيت (Bethel White) الذي سمي على اسم مدينة التعدين في فيرمونت، والذي تم اختياره بسبب متانته ولونه المتناسق. وهذه المصاعد الخدمة المنزلية وسلالم النار وغرف المعدات. بينما للحفاظ على الشكل البسيط والخطوط النظيفة للهندسة المعمارية، يتم تفصيلها بعناية بحيث يتم إخفاء بوابات الدخول وفتحات التهوية ومعدات الصيانة عن الأنظار.

يمكن أن يستوعب المبنى ما يصل إلى 4000 موظف من أدنوك، الذين انتقلوا بين أبريل وسبتمبر 2016. حيث يقع المقر الرئيسي على كورنيش أبوظبي، والذي يمتد على طول الجانب الغربي من المدينة ويتميز بممشى على شاطئ البحر مع مناطق المنتزهات والشواطئ. كما توفر المناطق المحيطة وسائل الراحة العامة، وتتصل بمنطقة مزروعة في الشرق، حيث يوجد مرآب للسيارات تحت الأرض.

بجوار المبنى الجديد يوجد المقر الرئيسي لشركة أدنوك والمباني المساندة التي يعود تاريخها إلى السبعينيات، والتي ظلت تعمل طوال فترة تشييد الهيكل الجديد. كما يتميز مدخل المبنى على الجانب الشمالي بمظلة كبيرة من الفولاذ المقاوم للصدأ مدعومة بعمود واحد. حيث أنه يكرر الأشكال المثلثة ومتوازية الأضلاع للمبنى في نمط فتحات الألمنيوم. ويكمل تصميمه بركة عاكسة زاويّة أمام المدخل.


شارك المقالة: