خصائص مدينة المنصورية:
أسس هذه المدينة المنصور إسماعيل بن القائم بن عبيد الله المهدي سنة 337 هجري، وقد عرفت هذه المدينة باسم صبرة، وفي هذا السياق تم ذكر أن المهدية “لم تزل دار ملكهم (الخلفاء الفاطميين) إلى أن ولى إسماعيل بن أبي القاسم بن عبيد الله سنة 334 هجري، فسار إلى القيروان محارباً لأبي اليزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعده ابنه وملكها وخلا أكثر أرض مدينة المهدية وتهدم”.
وتكشف هذه الرواية عن أن انتقال الحكم من مدينة إلى أخرى يؤثر سلباً على عمران المدينة التي انتقل منها الحكم، وقد حدث مثل هذا في سامراء التي خرجت بعد إنشاء المتوكلية، ولكن يبقى التساؤل عن سبب هجر المنصور لمدينة المهدية؟ وهل لذلك علاقة بصغر مدينة المهدي التي أنشأها عبيد الله وصعوبة إنشاء قصر له بها لظروف موضعها الذي يحده البحر من جهات ثلاث وبناء سور في الجهة الغربية الرابعة؟ ربما كان الأمر كذلك.
تسمية مدينة المنصورية:
ومن الطريف بالذكر أن هذه المدينة سميت بالمنصورية، وأن هذه التسمية ربما كانت نسبة إلى مؤسسها المنصور إسماعيل، كما سميت المهدية نسبة إلى عبيد الله المهدي، وهو ما يعني أن تسمية هاتين المدينتين قاعدتي الحكم في هذه المرحلة من تاريخ الفاطميين كان في إطار نسبة إلى المدينة إلى منشئها، ويأتي في هذا السياق تسمية مدينة القاهرة في المرحلة الأولى من تاريخها بالمعزية أو مدينة المعز نسبة إلى الخليفة المعز الذي أمر بإنشائها.
وربما كانت تسمية كما تشير بعض الرويات في إطار ما حققه المنصور من انتصارات على خصومه ” ولم يبق له ما ينازعه أحب الانتقال من المهدية إلى صبرة (المنصورية) وهي ملاصقة للقيروان”، خصوصاً أنها سميت في بداية عهدها بصبرة؛ وذلك لصبر المنصور على قتال خصومه، ثم غير اسمها إلى المنصورة بعد تحقيق المنصور لانتصاراته، ثم شاعت تسميتها بالمنصورية تأكيداً لنسبتها إلى المنصور بعد تحقيق المنصور لانتصاراته، ثم شاعت تسميتها بالمنصورية تأكيداً لنسبتها إلى المنصور.
وقد أحيطت المنصورية بالأسوار التي ضمنت بوابات نخص منها بالذكر باب زويلة وباب الفتوح، وهي أسماء أطلقت على بابين من أبواب القاهرة الثمانية أحدهما، وهو باب زويلة بالسور الجنوبي والآخر هو باب الفتوح بالسور الشمالي.