سيس مدينة وقلعة احتلها الأرمن سنة 507 هجري ثم أصبحت عاصمة مملكة أرمينية الصغرى نهاية القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وصفها أبي الفداء بأنها “بلدة كبيرة ذات قلعة بأسوار على جبل مستطيل ولها بساتين ونهر صغير، وهي بلدة ملك الأرمن وقاعدة ملكه في زمننا هذا… احدثها ابن لاوي (ليون الأول) ملك الأرمن وصيرها حاضرة ملكه”.
خصائص مدينة سيس الأثرية
تبين من أبي الفداء أن ليون الأول هو من بنى قلعة سيس الموجودة في المدينة والتي تعد من اهم المعالم الأثرية الموجودة هناك، ولكن هذا غير صحيح القلعة بناها الآشوريون والملك ليون الأول أضاف إليها تحصينات وقام بتوسعتها مثل ما فعل كل من احتلها من رومان بيزنطيين ومسلمين، وما يؤكد ذلك هو العثور على بعض النقوش باللغة الآشورية والرومانية والأرمنية في القلعة.
وصف القلعة الأثرية الموجودة في مدينة سيس
تقع قلعة سيس شمال شرق أضنة وتمتد على مساحة ما يقارب 900 متر مربع فوق تل شديد الانحدار يبلغ ارتفاعه 400 متر، يسيطر على الطريق النازل من جبال طوروس إلى السهل الفسيح، ومنه يمكن مشاهدة أطلال قلعة عين زربة وغيرها من الحصون والقلاع، تتكون سيس من مجموعتين منفصلتين من القلاع، مجموعة شمالية ومجموعة جنوبية، فيها أربعة وأربعون برجاً متصلة بعضها ببعض بأسوار، كما توجد أقبية وطرق سرية تنزل إلى ثلاثين درجة في القلعة.
وقد نظم الحي السكني فيها على شكل مصاطب فوق المنحدرات الواقعة أسفل القلعة، أما التحصينات الرئيسة والمقر الملكي فيقع أقصى الطرف الجنوبي لهذا الجرف، والقلعة شبيهة بالمعالم المعتادة للقلاع الأرمينية بما في ذلك الأبراج نصف الدائرية، كما ان حجارتها مرصوفة بعناية، لكن الحي السكني لم يحصن إطلاقاً إلا أنه في اثناء الأزمات واقتراب العدو كان السكان يقومون بإخلاء الحي والاحتماء داخل اسوار قلعة سيس التي كانت ذات تحصين عالي وارتفاع كبير بحيث يصعب على العدو الوصول إليها بسبب المنحدرات التي حولها، كما ان كثرة الأبراج التي بنيت فيها ساعدة المحاربين الرماة في الدفاع عن القلعة وتحصينها بشكل كبير وهذا جعل سكان المدينة يقومون بالاحتماء فيها.