موقع مدينة شبوة:
تحظى مدينة شبوة بموقع متميز في الطرف الغربي لهضبة حضرموت في اليمن القديم، وهو عبارة عن مرتفع صخري محمي من الصحراء، أسفل مرتفعات جيرية ضخمة تكونت بفعل رواسب مياه الأودية الشديدة الانحدار في نهاية وادي عطف الذي يتكون من التقاء عدة أودية، أهمها وادي عرمة، ولموقع شبوة ميزات عديدة منها:
- توافر المواد اللازمة للبناء في المرتفعات القريبة، وأهمها الحجر الجيري والحجر الرملي.
- توافر الأراضي الملائمة للزراعة في وادي العطف.
- تقع عند ملتقى ثلاث طرق.
التخطيط المعماري لمدينة شبوة:
أنشئت المدينة على منحدرات جبلية وعدد من التلال على شكل مثلث (سفوح العقب وتلال الحجر)، حيث تشكل السفوح مربعاً منحرفاً يمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 250 متراً، تنتشر عليه قواعد حجرية لمباني يزيد عددها عن أربعين قاعدة حجرية، أهمها قاعدة القصر الملكي الذي يقع ما بين السور والبوابة الرئيسية، كما تبدو هذه المنطقة متجانسة.
يوجد في الجهة الشرقية للمربع شارع رئيسي يمتد من بوابة السور في الشمال الغربي حتى يصل إلى المعبد الموجود في الجنوب الشرقي للمدينة ويفصل المنطقة الغربية عن المنطقة الشرقية، التي تتكون من مستطيل يبلغ طوله 300 متر من الشمال إلى الجنوب و100 متر من الشرق إلى الغرب تتجاور فيه القواعد الحجرية أو تترابط وتتشابك فيما بينهما ويزيد عددها عن ستين قاعدة.
نمط المباني السكنية وتوزيعها:
من خلال الأبحاث التي قامت بها البعثة الفرنسية وجد أن مباني مدينة شبوة عبارة عن مباني برجية تقوم على أساس من ألواح ضخمة من الحجر الرملي يصل بينها مونة الطين، تعلوه قاعدة عالية من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعها من 2-4 أمتار، وغالباً ما تكون مهذبة بشكل متقن.
أعلى القاعدة يوجد مدخل البناء، وتقوم الأدوار العليا على أساس هيكل خشبي يملأ فراغاته اللبن والمونة الطينية، أما التخطيط الداخلي للمباني فهو متشابه في كل المواقع، حيث يمتد على طول المبنى ينتهي بسلم وتتوزع الغرف على جانبيه، وتتميز الطوابق العليا ببنائها المتماثل من حيث تناظر الجدران العليا بجدران أرضية الأساس، الذي يشكل نوعاً من التصميم المسبق بمكونات المبنى، وللمباني الرئيسة أبعاد متقاربة نسيباً، حيث تتخذ شكل مربع طول ضلعه 11 متر تقريباً.