تعتبر مدينة مأرب في اليمن القديمة أقدم ذكر للمدينة في النقوش اليمنية التي تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، أصبحت منذ منتصف القرن الثامن قبل الميلاد عاصمة لمملكة سبأ والمركز الثقافي والاقتصادي لجنوب الجزيرة العربية، كما كانت أكبر المدن وأكثرها سكاناً، ولم يعرف حتى الآن تاريخ بنائها؛ إلا أننا نستطيع القول بأنها تأسست قبل هذا التاريخ، وأن تاريخها مرتبط بتاريخ سد مأرب الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنه يعود إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد.
موقع مدينة مأرب:
شيدت مدينة مأرب فوق تل على الضفة اليسرى لوادي أذنه في السهل السبئي على مشارف صحراء صيهد، وتتحكم بطريق التجارة الهام، المعروف بطريق اللبان الذي كان يمتد من ميناء قنا الواقع على ساحل بحر العرب، الذي يفتح على المحيط الهندي عبر مدينة شبوة إلى نجران ومنها إلى العلا ثم إلى غزة على ساحل البحر المتوسط.
التخطيط المعماري للمدينة:
يحيط بالمدينة سور على شكل شبه منحرف تقريباً، ذو أركان مستديرة يلتف حول تل طبيعي تقدر مساحته ب 10 هكتارات، وهي مساحة المدينة بجميع مساكنها المختلفة كالمعابد والقصور والمساكن وأحياء الحرفيين وغير ذلك، ويمكن تقسيم المدينة القديمة إلى مجالات وظيفية.
إلى جانب التل الرئيسي يوجد تلان صغيران بالقرب من السور الجنوبي للمدينة، أُزيل أحدهما في أربعينات القرن العشري ولم يتبقى منه إلا بقايا قليلة من جدران الأساس، ووجد أسفله جدران قديمة لمساكن سبئية ضخمة، ويظهر المسقط الأفقي للتل على شكل مستطيل.
وعلى الجهة الشديدة الانحدار من الناحية الشمالية لمسار التل يلاحظ سور مدرج عالي مشيد من أحجار كبيرة، ويحتمل أن هذا السور كان مزيّناً بمكعبات من الأحجار الجيرية المشذبة، كما يوجد مدينة إسلامية على التل، حيث يظهر من المخطط العام لها أن التخطيط المعماري أقيم على أساس وجود أحياء صغيرة مقسمة بالطريقة التقليدية إلى حارات متداخلة وتضم الأحياء الصناعية والتجارية والمساكن العامة.
نمط المباني السكنية وتوزيعها:
من خلال ما ذكره المؤرخون فإن نمط مباني مدينة مأرب متعددة الطوابق، وهذا ما أكدته الملاحظات السطحية للموقع، فضلاً عن المدينة الإسلامية التي تقوم على التل، التي بنيت أساساتها من جدران حجرية تعلوها مباني متعددة الأدوار، حيث بنيت جدرانها من اللّبن (الطوب الطيني المجفف بالشمس) مع المونة الطينية.