اقرأ في هذا المقال
الساحات في العمارة اليمنية:
تستخدم الساحة كمكان لممارسة المجتمع نمط العلاقة الإنسانية المتمثل في ارتباط السكان بالأنشطة الجماعية، والتي تظهر في أفراح المجتمع أو في حفلاته أو في تجمعاته اليومية أو الموسمية، التي تعتبر من أهم مقومات المدينة، هذا ما يعطي المجتمع خصائص مميزة تظهر في الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية.
إضافة إلى أنها تؤمن للأبنية العالية المساحات المفتوحة في وسط المدينة، وهي مراكز تجمع يلتقي فيها زوار المدينة في المناسبات الاجتماعية والتجارية المختلفة في المساحات الكبيرة أمام بوابة المدينة، كأسواق مفتوحة لبيع الخضار والحرف المصنوعة أياماً معينة في الأسبوع.
ومن الخصائص للساحات أنها تمثل فراغاً غير منتظم أمام المسجد، وقد شكلت الساحة أحد المعالجات التخطيطية التي استخدمت في عملية الملتقيات الفراغية، حيث ترتبط بغيرها عن طريق شوارع، تعتبر الساحات امتداداً باتجاه مركز المدينة، وقد تختلف أشكال الساحات من موقع إلى آخر ومن منطقة إلى آخرى.
المساجد كنقطة مركزية في المدن اليمنية:
العنصر المعماري الأساسي في الحي والمدينة، حيث يلتقي فيه المسلمون لتأدية الصلاة ومناقشة أمور دينهم ودنياهم، كما يتم فيه كثير من المناسبات الدينية، وبعض الأحيان تأتي المدرسة ملازمة للمسجد ولكنها تقع مستقلة عنه، وتكون مع المسجد الشكل الأساسي للحي والمدينة، وقيمتها التشكيلية تؤكد الجانب الروحي لوظيفة المسجد.
والمضمون في تصميم المسجد هو تهيئة الفراغ المعماري الذي يساعد المسلم على الخشوع والرهبة وهو واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وقد شكل المسجد في فراغ المدينة أحد الملتقيات الهامة التي أعطت المدينة اليمنية تميزاً أكثر بحكم الترابط الاجتماعي، والتي من خلالها أكدت أن المجتمع اليمني شكل بفراغاته طبقاً لظروف حياته المعيشية فراغات مستقلة تلبي متطلبات الحياة والعقيدة، وبهذا وضعت المساجد كأحد الملتقيات ذات القيمة الدينية وذات القيمة الجمالية.
البرك في العمارة اليمنية:
تاتي البرك كعنصر رئيسي في ملتقى الفراغات، وهي من الخصائص المعمارية التخطيطية سواء في المدن أو القرى، حيث أن لها دور أساسي في حياة الناس وتعمل على أكفاء الناس في حياتهم اليومية من حيث الاستخدام ومن الناحية النفسية والروحية البيئية.
والبرك تأتي مرتبطة بالمسجد وبالساحة وتشكل فراغاً اجتماعياً، حيث تتوفر المياه في البرك للشرب أو الاستخدام المنزلي وتستخدم في المساجد للصلاة، ويمكننا ربط هذه الفكرة بالسدود التي تميزت بها الحضارة اليمنية.