المربع السفلي أو مربع القبة: هو عبارة عن الكتلة الثانية في تكوين المدافن ذي القبة في الشكل العام لها، وتعتبر الكتلة الأولى في ترتيب الوحدات الثلاث الظاهرة فوق سطح الأرض، ويمكن القول بأن مربع القبة قد سار في طريق التطور خطوات واسعة حتى اتخذ في النهاية شكلاً محدداً.
تخطيط مربع القبة في العصر الفاطمي:
كانت بداية المربع السفلي بسيطة ومتواضعة، فكانت عبارة عن مساحة مربعة تحتوي على أربعة أبواب معقودة بعقد مدبب مع فتحة باب في منتصف كل جانب من جوانب المربع، وهذا نجده في القباب السبع المبنية في عام 1010 ميلادي، وأيضاً نجده في بعض قباب أسوان، وقد عرف هذا النوع من التخطيط الذي هو عبارة عن المساحة ذات الجوانب الأربعة المفتوحة في العمارة قبل العصر الإسلامي وفي العمارة الإسلامية المبكرة في العصر الأموي والعباسي، كما عرف أيضاً تخطيط المدافن الإسلامية الأولى التي لا تزال باقية، ومن أمثلتها: القبة الصليبية في سامراء التي بنيت عام 862 ميلادي، وقبة إسماعيل الساماني.
ومن الأمثلة عليها أيضاً قبة أبو الهيجاء عبد الله الحمداني التي كانت قبة كبيرة مقامة على أربعة جوانب، يوجد في كل جانب منها باب، وأقيمت قبة أخرى ذات أربعة جوانب مفتوحة على قبر الإمام علي في النجف.
ويعتقد البروفيسور كريزول أن هذا النوع من التخطيط قد استخدم في المدافن المبكرة كوسيلة للتوفيق بين الأحاديث الدينية، لتحرميها فكرة البناء على القبور وبين الرغبة في إنشاء مباني تذكارية على القبور، إذ أن هذا التخطيط يجعل القبر معرضاُ للشمس والرياح والأمطار.
تخطيط مربع القبة في العصر الأيوبي:
- النوع الأول: يتكون من مساحة مربعة تحتوي على محاريب في الصدر ومدخل في الجهة الشمالية الشرقية ويجاوره شباك في نفس الجهة، أما الشباك في الجهة الشمالية الغربية، فيعتقد أنه كان المدخل الأصلي لهذا المدفن، ويتضح هذا التخطط في مدفن الإمام الشافعي.
- النوع الثاني: يتكون من مساحة مربعة يتوسط صدرها المحراب وتوجد بالجوانب الثلاثة الأخرى مداخل، كما هو الحال في مدفن الخلفاء العباسيين ومدفن شجر الدر، وممّا سبق يمكن القول بأن تخطيط مربع القبة في العصر الأيوبي لم يخرج عن النظام المعمول به في تخطيط مربع القبة في العصر الفاطمي، وخاصة في نماذج المرحلة الثانية والثالثة.