نبذة عن الهندسة الصناعية:
تهتم الهندسة الصناعية بالعلوم التي تساعد في عمليات الانتاج وكل ما يرتبط بعلوم التصميم الميكانيكي وعمليات التصنيع المتعددة، إلى جانب دورها في عمليات الابداع والانتاج والتكوين والتخطيط، إلى جانب دورها في عمليات التصنيع والمعالجة والبحث والتطوير؛ وذلك بهدف الوصول الى أفضل قيمة مقابل أدنى تكلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار هندسة العوامل البشرية.
بداية الهندسة الصناعية:
يُعدّ فريدريك وينسو تايلور الأب الروحي للهندسة الصناعية، إلى جانب مجموعة ممن سبقه من العلماء والمخترعين الذين اهتموا بدرسة هذا المجال، حيث قدّم آدم سميث في حوالي عام “1776” كتاباً عُرف باسم “ثروة الأمم” والذي ضمّ مواضيع عديدة حول كل ما يتعلق بعلوم الهندسة الصناعية.
إضافةً إلى ذلك فقد قدم توماس مالثوس في حوالي عام “1798” للميلاد بحثاً شاملاً عن الهندسة الصناعية سُمي بعنوان “مقالة عن السكان” حيث حقق هذا البحث نجاحاً وانتشاراً كبيراً، إلى جانب البحث الذي قدّمه ديفيد ريكاردو والذي عُرف باسم “مبادئ الاقتصاد السياسي وفرض الضرائب”.
هذا وقد قام العديد من العلماء والباحثين بتقديم أبحاثٍ ودراسات تتعلق بالهندسة الصناعية وما يختص بها، حيث ساهمت هذه الأعمال وبشكلٍ كبير في إنجاح الثورة الصناعية، هذا ومن الممكن معرفة أنّ مجال الهندسة الصناعية قد يُسمى في إنجلترا “بعلم الاقتصاد” خاصةً قبل أن يدخل علم التصنيع إلى أمريكا.
ومع أواخر القرن التاسع عشر تم إنشاء الكثير من الدراسات والأبحاث التي بيّنت وفصّلت قواعد الهندسة الصناعية، لذلك لا يمكن ذكر تاريخ الهندسة الصناعية دون ذكر العالم فريدليك وينسو الذي كان أول من كتب عن الإدارة العلمية، حيث قدّم تقريراً شاملاً بيّن من خلاله أهم النتائج العلمية التي توصل إليها بعد أن قام بإجراء العديد من الدراسات التجريبية.
إلى جانب ذلك فقد تركزت أعمال ودراسات فريدليك وينسو على مجموعة من العوامل كان من أهمها: اختيار العامل والتدريب وتنظيم العمل من خلال الإدارة وغيرها، ليأتي بعد ذلك كل من الدكتورة ليليان وزوجها فرانك الذين سعوا دائماً على تطوير وتحديث مفهوم المهارة، التعب، دراسات الوقت، وكذلك القواعد الأساسية التي تقوم عليها الدراسات الحركة.
مستقبل الهندسة الصناعية:
من الواضح أنّ مفهوم الهندسة الصناعية في توسعٍ وإنتشار بشكلٍ كبير بين جميع دول العالم خاصةً بعد التطور التكنولوجي الذي أصبح من أهم الأسباب التي تُساعد على نجاح فكرةٍ ما، إلى جانب ذلك فقد استطاع العديد من العلماء من تقديم شروحاتٍ تفصيلية توضح أهم الأهداف الصحيحة والحقيقية التي تسعى الهندسة الصناعية إلى نجاحها.
ومع استمرار عمليات البحث والدراسة توقع العديد من الباحثين أنّه في السنوات القادمة سيزداد الاهتمام بالهندسة الصناعية خاصةً بعد تحديد دورها في عمليات التطوير والتحديث، هذا وقد تتشابه هذه الهندسة الصناعية مع هندسة التصميم؛ وذلك لكون كل منهما له دور مهم في عملية التصنيع والتسويق، حيث تقوم الهندسة الصناعية على توضيح الجانب الاقتصادي للصناعة والانتاج، كما أنّها تسعى إلى تحقيق بعض الأهداف والأساليب، في حين أنّ هندسة التصميم الصناعي تعتمد بشكلٍ رئيسي على الجانب المعماري للمنتج من جهة الجمال والتصميم وقابلية المزج بين الجانب الهندسي والجانب الجمالي والوظيفي للمنتج.